تلقى الأسماك بأنواعها، خلال رمضان، إقبالا ملحوظا خاصة على نقطة البيع بسوق الرحمة التضامني بمدينة بومرداس، حيث تختلف الكمية المُسوَّقة بشكل يومي، تبعا للكمية التي يتم صيدها، والتي توزَّع بهذه النقطة أو بغيرها عبر الأسواق التضامنية بباقي البلديات، حيث شرعت مديرية الصيد البحري والمنتجات الصيدية، مؤخرا، في فتح عدة نقاط بيع لتقريب المنتج من المستهلك. وفيما يبقى السردين من بين أهم الأنواع المطلوبة، فإن البلطي الأحمر أو التيلابيا استطاع أن يجد مكانة له عند المستهلك. تسجل نقطة بيع المنتجات الصيدية بالسوق التضامني لرمضان بمدينة بومرداس، إقبالا من الراغبين في اقتناء بعض أنواع الأسماك، لا سيما الدوراد أو القاجوج الملكي، الذي وجد لنفسه مكانة ثابتة في العادات الغذائية لبعض الأسر. وبالمثل سمك البلطي الأحمر أو التيلابيا، وهذا بفضل عمليات الاستزراع التي تقوم بها الجهات المختصة. وسمح هذا الفضاء بتوفير هذين النوعين من الأسماك بأسعار معقولة. ولئن لاحظنا وفرة سمك الدوراد إلا أن سمك البلطي يبقى إلى حد الآن، الغائب الأكبر، لكون الكمية المستزرعة لم تصل بعد الى الحجم التجاري الذي يسمح بتسويقه. ووقفنا بنقطة البيع المذكورة على أسئلة مواطنين عن هذا النوع، تحديدا، من الأسماك. وأكد أحد الباعة أنه ينتظر تزويد جناحه بالبلطي الأحمر في أقرب الآجال بالنظر إلى الطلبات اليومية المسجلة عليه من قبل الزبائن، مرجعا السبب، بالدرجة الأولى، الى سعر التسويق الذي حُدد ب600 دج/كلغ. كما أكد المتحدث أن البلطي الأحمر أو التيلابيا وجد، هو الآخر، لنفسه مكانة في العادات الغذائية للأسر تماما مثل الدوراد، بفضل عمليات الاستزراع، وتحديد أسعار البيع في نقاط محددة. وفي هذا السياق، أكد رئيس غرفة الصيد البحري وتربية المائيات ببومرداس إسماعيل حواس، أن نقص الإنتاج السمكي عموما في هذه الفترة من السنة، أثر، بشكل مباشر، في الكمية المسوَّقة، مؤكدا دخول إنتاج مزرعتين نموذجتين لسمك البلطي الأحمر، قريبا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 50 طنا لكل مزرعة، ما سيساهم في الوفرة التي تؤثر إيجابا على استقرار الأسعار. والأمر نفسه منتظر بالنسبة لمنتوج مزارع تربية الدوراد أو القاوج الملكي، وعددها 6 مزارع، بقدرة إنتاجية من 700 طن لكل مزرعة. وأضاف المسؤول في تصريح ل"المساء"، أن أنواع الأسماك متوفرة عبر عدة مسمكات بمختلف البلديات، حيث انخرط أصحابها في عملية البيع التضامني خلال رمضان الجاري، في خطوة قال: "أصبحت عادة سنوية تعود مع شهر الصيام"، مشيرا إلى كون نقاط البيع هذه موزعة على الأسواق التضامنية عبر دوائر الولاية، وكذا على مسمكات الخواص بكل من بلديات قورصو، ودلس، والكرمة ببومرداس وغيرها. وفي المقابل، كشفت مديرية الصيد البحري أن مؤسسة "إنالكا" بقورصو، استوردت كمية تقدر بألف طن من الأسماك المجمدة، خاصة من أنواع "الفيلي" و"الكروفات" و"الميرلون"، في سياق استعداداتها لشهر رمضان، وهي متوفرة للزبائن بنقطة التوزيع بقورصو. جدير بالذكر أن من بين الأسماك التي يسأل عنها المستهلك ببومرداس، يأتي السردين على رأس القائمة. وبالنظر إلى ندرته خارج موسمه، فإن سعره إن وُجد فاق المعقول، حيث بلغ قبيل يومين 1500دج/كلغ، حسب تأكيد بائع، قال إنه اشترى صندوقا من 10 كيلوغرامات تقريبا، بأزيد من 30 ألف دينار بميناء دلس، في إحدى أغلى عمليات الشراء التي وقف عليها في السنوات الأخيرة، مرجعا السبب الى تناقص الثروة السمكية من جهة، وانعدام السردين حاليا لكونه خارج موسمه، مبينا أن النوع الذي كان يسوّقه يسمى "اللاتشا"، وهو من أنواع الأسماك الزرقاء التي يُعد السردين من ضمنها. ورغم ذلك أكد أن إقبال الزبائن ملحوظ خلال رمضان، حيث يبيع ما بين رطل و1.5 كلغ حسب الأسر. كما نشير إلى أن نقطة بيع المنتجات الصيدية من المنتج إلى المستهلك بسوق رمضان التضامني، تعرض، أيضا، أنواعا أخرى غير الدوراد، ومنه "الراسكاس" ب800 دج/كلغ، والذي يُعدّ به حساء الحوت.