سيطر موضوع أنفلونزا الخنازير على أشغال اليوم الأول من المؤتمر الوطني العاشر للتكوين الطبي المتواصل. حيث كشف الدكتور إسماعيل مصباح من مستشفى القطار ان الحالة الوبائية بالجزائر ما تزال ضئيلة بالنظر إلى عدد حالات الإصابة التي تم تسجيلها لدى مسافرين دخلوا الوطن وهم يحملون الفيروس. إلا ان اليقظة مطلوبة خاصة في الأوساط المدرسية والجامعية والتجمعات البشرية الكبيرة. وقال الدكتور مصباح أننا حاليا نعيش مرحلة احتمال انتشار وتطور المرض بالنظر إلى استفحال الإصابة بالأنفلونزا الموسمية التي تبدأ أولى حالاتها بداية الخريف وتستمر إلى نهاية الربيع. وطالب المتحدث خلال تدخله أمس، بالمؤتمر بإعلان حالة تأهب قصوى في المدارس والجامعات بسبب إمكانية الانتشار السريع للفيروس مثلما لوحظ في بلدان أخرى تعرف تفشيا كبيرا للفيروس، ونبه الدكتور الجهات المعنية بهذه التجمعات إلى ضرورة الأخذ بأسباب الحيطة والحذر واليقظة، والأكثر من ذلك الوقاية التي أظهرت الأبحاث ان الحفاظ على النظافة الشخصية تقلل بكثير من خطورة الإصابة بالفيروس. وأوضح الدكتور مصباح ان نسبة التعرض لعدوى أنفلونزا الخنازير تبقى منعدمة لحد الآن في الجزائر ذلك لأن كل الحالات التي تم تسجيلها هي حالات لمسافرين أتوا من الخارج وهم يحملون الفيروس وقد تم الإبقاء على كل الحالات المسجلة في المراكز المرجعية إلى غاية زوال مرحلة الخطر تماما حرصا على عدم نقل العدوى للآخرين، علما ان مدة الاستشفاء تتراوح من 7 إلى 15 يوما حسب درجة الإصابة بالفيروس. ويذكر ان عدد المصابين بفيروس "أ اتش1 ان1" وصل بالجزائر إلى 48 حالة، لم تسجل أي حالة وفاة من بينها، في وقت أبقي على أربع حالات تخضع حاليا لرقابة طبية. بالمقابل، اقتنت الجزائر 65 مليون جرعة من لقاح الفيروس "تاميفلو" الذي أعطى نتائج ايجابية إلى الآن، بحيث لا يمكن المخاطرة بعدم اقتناء اللقاح خوفا من تحول المرض إلى وباء. من جهة أخرى، فإن الاستفادة من لقاح الأنفلونزا الموسمية يقلل من احتمال الإصابة بفيروس "أ اش1 ان1" بحسب المتحدث، وعليه فإن التلقيح خلال الموسم الجاري يصبح ضروريا خاصة بالنسبة للفئات الهشة كالأطفال والمسنون والمرضى المزمنين. جدير بالذكر ان موضوع أنفلونزا الخنازير كحدث عالمي أثار الكثير من الجدل، طغى الفترة الصباحية من أشغال المؤتمر الذي يدوم 3 أيام ويجمع حوالي 700 طبيب عام ومختص من ربوع الوطن في إطار الدورات التكوينية السنوية التي دأبت على تحضيرها هيئة المجلة الطبية الصيدلانية. واختيرت مواضيع هذا المؤتمر الهادف إلى تجديد وتحديث المعارف العلمية للطبيب الممارس، ذلك لأن الطب في تطور مستمر والمعايير الصيدلانية كذلك بما يجعل مثل هذه الدورات أكثر من ضرورة للطبيب العام الذي يلعب دورا هاما في المنظومة الصحية باعتباره أول جهة يقصدها المريض، ولذلك اختير موضوع أنفلونزا الخنازير موضوعا افتتاحيا وأساسيا في تكوينه هذا. نشير إلى أن المؤتمر الوطني العاشر للتكوين الطبي المتواصل يحتضنه فندق العباسيين باسطاوالي غرب العاصمة ويدوم إلى يوم غد واختيرت له عدة مواضيع تراوحت من المفاهيم العامة لبعض الأمراض إلى تلك الأكثر تعقيدا كالأورام والسرطانات دون إغفال الأوبئة والأمراض العقلية والعصبية.