شرعت مصالح الفلاحة، بالتنسيق مع تعاونية الحبوب بفرندة، بتيارت، في تجسيد تقنية السقي الفلاحي عن طريق الرش العملاق، بأراضي بلدية سيدي عبد الرحمن الفلاحية، وهذا كأول تجربة تقوم بها نفس المصالح عبر أقاليم الولاية، بعد اقتناء التجهيزات الضرورية للتقنية الجديدة التي أعطت نتائجا كبيرة بعدة دول، خاصة لزراعة الحبوب بكل أنواعها التي تشتهر بها ولاية تيارت. وعلى اعتبار، أن مناطق سهل "سرسو" بتيارت، تشهد نقصا كبيرا في تساقط الأمطار، فإن الحل يكمن أساسا في إيجاد البدائل لتعزيز السقي الفلاحي، حيث شرع فعليا، في انطلاق عملية الرش المحوري عن طريق جهاز الرش اللفاف، بحضور مسؤولي مصالح الفلاحة وتعاونية الحبوب، وتقنيين مختصين في مجال السقي الفلاحي، وتأكد بصفة نهائية، أن التقنيات الجديدة للري الفلاحي التي شرع في تجسيدها ميدانيا، لها نتائج جد إيجابية حسب المختصين والفلاحين، الذين تهافتوا بكثرة على تعلم تقنيات الرش المحوري العملاق، الذي بإمكانه سقي ما لا يقل عن 7 هكتارات في الرشة الواحدة.وبما أن منطقة سيدي عبد الرحمان، تحتوي على كميات كبيرة من المياه الباطنية، التي استعملت مضخات كبيرة لاستخراجها، فإن العملية ستعرف نجاحا كبيرا لا محالة، خاصة مع اللجوء الى هذه التقنية الحديثة، في حال عدم تساقط الأمطار، الشيء الذي جعل المصالح المعنية، تشرع في تحسيس الفلاحين أصحاب الأراضي الموجهة لإنتاج الحبوب بكل أنواعها، بضرورة الاعتماد على هذه الطريقة التي تأكد نجاحها عبر عدة مناطق، ويمكنها تكثيف زراعة الحبوب والوصول الى نتائج كبيرة من ناحية المردودية، قد تصل الى أكثر من 60 قنطارا في الهكتار الواحد، وهو ما تصبو المصالح المختصة الوصول اليه. علما أن الأراضي الفلاحية المختصة في زراعة الحبوب بولاية تيارت، بلغت هذه السنة 355 ألف هكتار بكل مناطق الولاية، وهي مساحة كفيلة بإنتاج غزير من الحبوب يشكل أكثر من 20 بالمائة من الإنتاج الوطني من الحبوب. بالتالي التفكير الجدي في الاكتفاء الذاتي الوطني من مادة الحبوب الأساسية التي تكلف خزينة الدولة الملايير من العملة الصعبة سنويا لاستيرادها. للتذكير، تشهد ولاية تيارت، منذ الأسبوع الماضي، عودة قوية للأجواء الشتوية، من خلال تساقط كميات معتبرة من الأمطار، بلغت اكثر من 35 ملم، وهو مؤشر ايجابي كبير لنمو النبات وحقول الحبوب في شهر أفريل، باعتباره الفترة المميزة عند الفلاحين لنمو محاصيل الحقول.