أكدت منظمات التجار وحماية المستهلك أن تحديد أسعار أضاحي العيد المستوردة ب40 ألف دينار يظهر مرة أخرى تمسّك رئيس الجمهورية بالطابع الاجتماعي للدولة، مشيرين إلى أن هذا السعر يعد حماية للقدرة الشرائية للمواطن وضربة موجعة للسماسرة والمضاربين. أوضح الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين عصام بدريسي ل"المساء"، أمس، بأن وضع سعر موحّد للأضاحي المستوردة ب40 ألف دينار، قرار يسمح لفئة كبيرة جدا من العائلات الجزائرية من إحياء شعيرة عيد الأضحى التي حرمت منها السنة الماضية بسبب من سمّاهم ب"السماسرة" والمضاربين الذين يستغلون مختلف المناسبات من أجل ضرب جيب المواطن والمساس بقدرته الشرائية. وتوقّع بدريسي أن تعرف انهيار في أسعار المواشي المحلية خلال الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك بسبب تراجع الطلب عليها، واقتناء أغلب العائلات الجزائرية للمواشي المستوردة، بمبلغ يتماشى مع قدرتهم الشرائية، مشيرا إلى أن تراجع الأسعار في عديد الأسواق يؤكد فرضية المضاربة من قبل أشباه الموالين، مما يفنّد كل تصريحاتهم بخصوص ارتفاع تكاليف تربية المواشي. وكشف بدريسي بأن مديريات التجارة والفلاحة تواصلت مع اتحاد التجار مؤخرا، من أجل اقتراح أسماء متعاملين وموّالين لهم تجربة في الميدان، ممن تتوفر فيهم الشروط وفقا لدفتر الشروط الذي تمّ تحديده، لاختيارهم إلى جانب الدواوين والمؤسّسات التابعة لوزارة الفلاحة لبيع أضاحي العيد المستوردة لتشمل بذلك أيضا باقي المواطنين ولا تقتصر على الموظفين الذين سجّلوا في قوائم المؤسّسات التي يشتغلون بها. وأضاف بدريسي أن هؤلاء المتعاملين الذين تمّ اقتراحهم دفعوا ملفاتهم لدى الجهات المختصة، معتبرا ذلك فرصة لتنظيم هذه الشعبة مستقبلا وتأطيرها بتمكين أصحابها من الاستفادة من سجلات تجارية وممارسة هذه المهنة بطرق قانونية. وعبر اتحاد التجار عن ارتياحه للتنظيم "المحكم" لعملية استيراد الأضاحي، مؤكّدا تسطير خطة منظمة أيضا لتسويق هذه الأضاحي لتفادي الاكتظاظ والطوابير بنقاط البيع من خلال تسجيل فئة كبيرة من المواطنين من عمال المؤسّسات في قوائم مسبقا لمعرفة الطلب الحقيقي والتحكّم في عملية البيع وتأطيرها. من جهته ثمّن رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، تحديد أسعار الأضاحي المستوردة ب40 ألف دينار، معتبرا إياها جد معقولة مقارنة بأسعار المواشي المحلية التي بلغت مستويات قياسية. وذكر زبدي بأن أسعار المواشي المحلية ستواصل انخفاضها بعد وصول كميات كبيرة من الأغنام المستوردة، لتعود إلى طبيعتها بعد الارتفاع الجنوني غير المبرر الذي عرفته في السنوات الأخيرة. وأضاف زبدي أن استيراد المواشي تحسّبا لعيد الأضحى يحافظ على القدرة الشرائية ويسمح بتكاثر الثروة الحيوانية المحلية من الأغنام، وتكون نتائجه "جد إيجابية" على المستهلك وعلى الاقتصاد الوطني. داعيا السلطات إلى الضرب بيد من حديد كل من يتلاعب بقوت المواطن وقدرته الشرائية بتعميم الاستيراد على بعض المنتوجات التي تعرف ارتفاعا جنونيا في السوق حاليا على غرار فاكهة التفاح، مشيرا إلى أن منتجي التفاح أخلوا بالتزاماتهم بعد الاتفاق مع وزارة التجارة في الأشهر الماضية من أجل تسويق هذه المادة بأسعار منخفضة تكون في حدود 250 دينار.