يبدو أن المدرب الوطني رابح سعدان مستمر في تفادي الرد على استفزازات المصريين، لا سيما تلك الصادرة عن الطاقم الفني المصري ولاعبيه،الذين لم يستسيغوا انتصار منتخب الجزائر بثلاثية أمام فريق رواندا.. محاولين التقليل من وقعه على معنوياتهم رغم إدراكهم التام بأنهم غير قادرين على منع "الخضر" من الوصول إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. ومن أجل المحافظة على تركيز اللاعبين إلى غاية الموعد الحاسم ضد تشكيلة "الفراعنة"، بادر سعدان بالاجتماع مع لاعبيه قبل الالتحاق بنواديهم، حيث طلب من الجميع تفادي الرد على كل ما يصدر من المصريين. مؤكدا أن الدخول في متاهات الانتقادات قد لا يخدم مصلحة المنتخب الوطني، ويبعدهم عن الهدف الثاني الذي يتعين تحقيقه بعد افتكاك تأشيرة المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا. نفس الكلام وجهه رئيس الاتحادية السيد محمد روراوة إلى رفاق كريم زياني، حيث شكرهم على التضحيات التي قدموها من أجل تشريف الألوان الوطنية، قبل أن يحثهم على ضرورة الاستعداد معنويا وبدنيا لمواجهة ضغط القاهرة وتفادي بشكل خاص التعرض للإصابات، التي قد يكون لها بعض التأثيرات السلبية على قوة الفريق الوطني. وقد كان الاجتماع الذي عقده سعدان وروراوة مع اللاعبين، فرصة للحديث عن البرنامج التحضيري الذي سيتم تسطيره عن قريب من طرف الطاقم الفني وبالتنسيق مع "الفاف"، حيث تأكد بشكل رسمي، إجراء التربص القادم بفرنسا وبنفس المكان الذي حضر فيه "الخضر" قبل مواجهة مصر في مباراة الذهاب. ونال قرار إجراء التربص القادم بفرنسا رضى اللاعبين الذين أجمعوا على أنهم سيكونون في حاجة إلى أكبر قدر من الهدوء والتركيز لتخوفهم من الوقوع تحت تأثير الضغط والتوتر اللذين سيسبقان اللقاء الحاسم بمصر. وبرأي الكثير من الاختصاصيين، فإنه بوسع لاعبينا، لا سيما المحترفين منهم، السيطرة على أعصابهم خلال اللقاء أمام مصر بملعب القاهرة، إذ أن خبرتهم كافية للعب بتركيز كبير، فقد وجدوا أنفسهم في السابق في وضعيات مشابهة من خلال مشاركتهم في لقاءات أوربية ساخنة عادة ما يحتدم فيها التنافس، مثلما هو الحال بالنسبة لعبد المجيد بوقرة في البطولة الاسكتلندية وزياني ومطمور في البطولة الألمانية أو بلحاج ويبده في المنافسة الإنكليزية. وقالت مصادر قريبة من سعدان، أن هذا الأخير لا يعتزم تنظيم مباراة ودية قبل مواجهة مصر، حيث سيجري اللاعبون التربص بفرنسا دون مواجهة أي فريق وسيعرجون على الجزائر قبل شد الرحال نحو مصر الشقيقة.