وصف الناشط الإنساني الفرنسي جون فرانسوان دوبارغ صمت حكومة بلاده تجاه إضرابه التضامني عن الطعام مع الشعب الصحراوي ب"غيرالبريء" وأنه" صمت الجبن والحسابات السياسوية"، مقررا توقيف إضرابه الذي دام ثمانية أيام كاملة. وقال دوبارغ أمس في ندوة صحفية أن تردي صحته لم يقلقه بقدر ما أقلقه موقف دولته غير المشرف تجاهه وتجاه الشعب الصحراوي الذي يعاني ظلم الاحتلال طيلة 34 سنة. متسائلا عن سبب عدم مساهمة بلاده في حل المشكل لمساعدة الصحراويين والخروج من تحت نير الاستعمار، على غرار المستعمرات الأخرى في القارة السمراء. وقال المهندس الفلاحي دوبارغ الذي أشرف على تنفيذ مشروع فلاحي إنساني مدة عامين بمخيم العيون، أنه من أراد الوقوف على الوضعية الحقيقية التي يعيشها الصحراويون، فما عليه إلا زيارة المخيمات مفندا ما تروجه السلطات المغربية من ادعاءات ، مضيفا أن الصمت غير البريء لبلاده لا يختلف أيضا عن صمت ممثلي فرنسا في الأممالمتحدة الذين لا يهتمون بالشأن الصحراوي. وكشف دوبارغ أنه منذ أن أضرب عن الطعام لم تتحرك بلاده، قائلا أن السفارة الفرنسية في الجزائر التي أبلغها بما يحدث لم تعبأ به، مضيفا أن أخاه بفرنسا الذي طلب من وزارة شؤون خارجية بلاده معرفة أخبار أخيه بالصحراء الغربية، لم تستقبله ولم ترد على طلبه. وذكرت السيدة نوينة دخيل باني ممثلة العائلة التي آوت السيد جون فرانسوان دوبارغ أن هذا الأخير كان يعمل بشكل عادي ولكن في التاسع من أكتوبر وهو عيد ميلاده قدمنا له الطعام فرده مقررا إضرابه عن الطعام تضامنا مع الشعب الصحراوي مما فاجأها وجعلها تطلب منه التراجع عن قراره، لكنه رفض مصرا على تسجيل لفتة إنسانية غير مسبوقة، بعد أن عاش بين أحضان العائلات مدة عامين، وعرف عن قرب مدى المعاناة الحقيقية وفي المقابل لمس أخلاق الجود والتواضع والتوق إلى الاستقلال لدى اللاجئين الصحراويين، وقالت السيدة نوينة أن دوبارغ صاحب ال53 عاما لم يتراجع عن قرار إضرابه عن الطعام رغم إلحاح وزير الصحة ووزيرة الثقافة ومسؤولين آخرين زاروه في الخيمة. وبدا الناشط الإنساني أمس وهو في كاملة صحته رغم إضراب عن الطعام لمدة ثمانية أيام، مقررا نقل صورة اللاجئين الصحراويين والتحسيس بمعاناتهم، وتقديم شهادات حية لما يحدث في المخيمات الصحراوية. أما والي ولاية العيون السيد محمد لمين ددي فقد ذكر ل"المساء" أنه لو شاركهم السيد دوبارغ الرأي لأشاروا عليه بعدم الإضراب عن الطعام، لأنهم يعلمون موقف بلادهم، إضافة إلى الحفاظ على صحته لكن محدثنا أكد أن موقف دوبارغ كان شجاعا وجريئا وعميقا، وهو الرجل الذي كان يرسم في مخيلته صورة معينة عن الصحراء الغربية، لكنه عندما عاش وسط المخيمات مدة سنتين وجد واقعا آخر يختلف كثيرا عما تصوره وسائل الإعلام، خاصة المغربية التي تقلل من كارثية الوضعية. وأضاف السيد دوبارغ الذي انتهت مهمته أنه سيعود إلى فرنسا في الفاتح نوفمبر القادم، وأنه لا يعلم ما إذا كان سيعود مرة ثانية لاستكمال المشروع، لكن يتوقع أن يعود دوبارع من خلال جمعيات التضامن الإنسانية. للإشارة فقد شكر جون فرانسوان دوبارغ عائلته وأصدقاءه الذين شجعوه ولم ينقطعوا في السؤال عنه، كما أثنى على الشعب الصحراوي الذي وصفه بكونه مثالا للديمقراطية والحرية. مبعوث "المساء" إلى الصحراء الغربية رشيد كعبوب