في التفاتة إنسانية غير مسبوقة دخل صديق الصحراويين المهندس الفلاحي الفرنسي "جون فرانسوا دوبارغ" في إضراب مفتوح عن الطعام منذ الثامن من الشهر الجاري (أكتوبر) تعبيرا عن تنديده بالوضعية الكارثية التي يعيشها الشعب الصحراوي في المخيمات والأراضي المحتلة. وقال دوبارغ الذي أشرف على المشروع الفلاحي الإنساني بمخيم العيون منذ سنتين أنه فضل الخروج عن المعهود من أجل إسماع صوته للعالم، ومطالبة حكومة بلاده (فرنسا) بالتنديد رسميا بالوضعية اللاإنسانية التي يعيشها الصحراويون منذ 34 سنة. كما قلل دوبارغ من جدوى البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورصو) متسائلا عن النتيجة التي لم تحققها البعثة رغم مرور 18 سنة على تواجدها على الأرض. وذكر دوبارغ في ندوة صحفية نشطها أمس بمنطقة الرابوني أنه أمضى مدة عامين بمخيم العيون في إطار مهمة إنسانية تتعلق بتفعيل مشروع فلاحي لفائدة اللاجئين الصحراويين الذين وصفهم بذوي الإرادة الصلبة والعزيمة القوية والتي أدهشته رغم ظروفهم الصعبة. وتأتي الالتفاتة الإنسانية للناشط الفرنسي تزامنا مع اعتقال السلطات المغربية للحقوقيين السبعة الذين زاروا مخيمات اللاجئين ونشطوا ندوة صحفية بالجزائر العاصمة يوم السابع من أكتوبر الجاري. ويشكر دوبارغ الحكومة الجزائرية على المساعدات الطبية والإنسانية التي تقدمها للصحراويين مضيفا أنه يأمل من خلال هذه الالتفاتة أن يتمكن من تحريك ضمير المجتمع المدني والأطراف السياسية على المستوى العالمي. وأكد دوبارغ أنه منذ دخوله في الإضراب عن الطعام وجد تفاعلا إعلاميا مع مبادرته، مؤكدا أنه سيبقى وفيا للقضية الصحراوية وعدالتها ولحقوق الإنسان في بلد لا يزال تحت نير الاحتلال منذ 34 سنة. مبعوث "المساء" إلى الصحراء الغربية: رشيد/ك