رشيد بارة فنان جزائري امتزجت روحه بالألوان منذ نعومة أظافره، فراح منذ الصبا يجمع بين الأشياء الصغيرة ليجسد أشكالا جميلة دون أن يكتشف محيطه أنه ينبئ بمستقبل فنان. ولوجه مقاعد الدراسة جعله يتعرف على عالم الرسم، ومن محاسن الصدف أن يضع القدر في طريقه وهو في الطور الابتدائي أستاذا يهوى الرسم ويمارسه، ليدعم هذا الأخير روح الفنان المنتفضة بداخل رشيد الطفل. بدأ مشواره الفني بتقليد عدد من الأعمال توجت وهو في الطور المتوسط بجائزة تقديرية بعد مشاركته في مسابقة الطلبة العرب ببغداد. لم يتوقف رشيد عند هذا الحد بل عمل على تكوين أكثر ودراية أكبر بخبايا الألوان والرسم، ليلتحق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة التي تخرج منها سنة1981 باختصاص منمنمات وزخرفة بتقدير امتياز مكنه من الحصول على منحة تكوين إلى إيطاليا، وبالضبط إلى أكاديمية الفنون الجميلة بروما التي عاد منها بشهادة سنة 1987 في اختصاص "الزخرفة العامة". لكن متطلبات الحياة جعلته يتجه إلى العمل ليشتغل بالتدريس في مختلف أطواره المتوسط والثانوي قبل أن يستقر كأستاذ وحدة الفن التشكيلي بمعهد التكوين العالي لإطارات الشباب والرياضة. ورغم ذلك لم ينقطع الفنان أبدا عن الريشة والألوان لينجز العديد من الأعمال من أهمها لوحة "تدريس القرآن"،"مرأتان تغسلان في النبع"، "جنود الأمير عبد القادر"، "تحضير الكسكسي"،"الصيد"... هذه الأخيرة التي تم اختيارها من بين أخرى كثيرة لتمنح كهدية لوزير الثقافة الفرنسي السابق "جاك لوند" 1986 وقد سعت وزارة الثقافة على مجازاة الفنان بشهادة تقديرية. مشواره الطويل ومعانقته الدائمة للفن جعلته يحظى بمشاركات عديدة في مهرجانات عديدة، بعضها داخل الوطن والبعض الآخر خارجه لاسيما في موسكو، السعودية، نيجر، اسبانيا، ليبيا، واشنطن... قدم الفنان العديد من الأعمال خاصة في مجال الزخرف والمنمنمات ومن بين لوحاته في هذا المجال المنمنمة والزخرفة على غرار لوحته "لفظ الجلالة" التي تحمل تقديرا للفظ الجلالة واسم خاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام، والتي اعتمد فيها على الزخرفة النباتية المحورة، وقد عمل على وضع اسم الجلالة واسم النبي محمد في وسط اللوحة بشكل تناظري محوري عبر أربع أشكال متقابلة اتخذت شكل القلب. واختيار الفنان لهذا الشكل لم يأت اعتباطيا وإنما للتعبير على أن حب الرسول ساكن في القلب، وأن الإيمان أيضا في القلب يصدقه العمل. وقد غلب على اللوحة اللون الزرق البرتقالي، الأصفر والبنفسجي التي اختارها الفنان لتعبير عن دلالات بعينها، حيث يدل الأصفر عن العاطفة والغيرة، والبرتقالي عن الدفء والحنان والبنفسجي عن عظمة الإله والوردي عن البراءة والنعومة.