تتواصل فعاليات الأسبوع الثقافي الفلسطينيبالجزائر، متزامنة مع الاحتفالات بالذكرى الخامسة والخمسين لاندلاع ثورة نوفمبر الخالدة، لتتزاوج بذلك ثورتان تحملان رموز المقاومة ضد المحتل، ومن بينها سلاح الثقافة الذي يستطيع أحيانا أن يفوق قوة الرصاص نفسه. وبهذه المناسبة، قالت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، في افتتاحها للأسبوع الثقافي الفلسطينيبالجزائر، نهاية الأسبوع الماضي بالمسرح الوطني الجزائري، أن الجزائر متضامنة مع فلسطين منذ وقعة حطين التي شارك فيها المئات من الجزائريين بقيادة العلامة سيدي بومدين الغوث. مضيفة أن هذه التظاهرة تحمل في جعبتها ثقافة المقاومة التي تخيف العدو أكثر من السلاح والنار. وفي هذا السياق، أكدت الوزيرة أن قصائد درويش ترعب لوحدها أركان المحتل أكثر من ثكنة مدججة بالأسلحة، لأن الكلمات لا يمكن قتلها فتبقى في قلوب الجماهير الفلسطينية والعربية وكل الأحرار في العالم. وذكرت تومي، أن الجزائر تحتفي بأسبوع فلسطين الثقافي وفي آن واحد بثورة نوفمبر المجيدة، التي لقنت العالم الدروس والبطولات والتضحيات. مستطردة "هاهي فلسطين تثور وتنتفض مؤمنة بأن الكفاح المسلح وحده السبيل إلى الحرية، ومسلحة بثقافة المقاومة الرافضة أن تذوب وأن تنصهر". من جهتها، تحدثت وزيرة الثقافة الفلسطينية، السيدة سهام برغوثي، عن احتضان أرض الجزائر؛ أرض الكفاح، لفلسطين، من خلال احتفالها بثقافتها، وكذا اختيارها ضيف شرف للطبعة الرابعة عشر للصالون الدولي للكتاب، فقالت أن الجزائر كانت دوما السند الكبير لفلسطين، مطالبة باستقلالها والقدس عاصمتها. برغوثي أضافت أن الجزائر الثورية شكلت نبراسا يحتمي به الفلسطينيون في نضالهم الحالي من اجل الحرية، علاوة على احتضانها لتأسيس الدولة الفلسطينية على ارضها. مستأنفة قولها انه مثلما حققت الجزائر استقلالها، لا يفارق الأمل قلوب أبناء فلسطين، رغم كل محاولات الأعداء التي تصبو إلى نزع فلسطين من عمق تاريخها، معلنة في هذا الصدد عن دراسة قضية القدس في الجلسة الطارئة للمؤتمر الإسلامي. وجرت فعاليات الافتتاح بتنظيم معرض للألبسة التقليدية النسوية الفلسطينية، وكذا عرض صور لما يعانيه هذا الشعب الأبيّ وهو ما يزال يعيش تحت وطأة الاحتلال، كما نشطت فرقة "سراب" الفلسطينية بهذه المناسبة عرضا موسيقيا راقصا تحت عنوان "باب الوادي". وقدمت هذه الفرقة الشابة التي أنشئت منذ أربع سنوات والمتكونة من 18 استعراضيا، عرض "باب الوادي" تلك المنطقة التي جرت على أرضها معارك خسر فيها العدو ثلث قواتهم، فباب الوادي هو الطريق بين القدس ويافا، وبسقوطه سقطت القدس، وشرد سكان باب الوادي، وحول الحي إلى منتجع سياحي. وقدم 18 فنانا عروضا جميلة غنوا ورقصوا فيها، بفرح أحيانا وبحزن أحايين أخرى، عن بلدهم المحتل وعن مآسيهم المستمرة، فعرضوا رقصات تقليدية تعبر عن ما في أعماق الذين اتخذوا من الثقافة والفن سلاحا لهم لمواجهة العدو، وكذا للتعريف بقضيتهم التي لن تعرف خاتمتها إلا بعد استقلال فلسطينوالقدس عاصمتها. وتتواصل فعاليات الأسبوع الثقافي الفلسطينيبالجزائر إلى غاية السادس من الشهر القادم، حيث سيحتضن فضاء الصالون الدولي للكتاب معارض ومحاضرات الأسبوع الفلسطيني، من تنشيط مثقفين من الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى عروض مسرحية للفرقة المسرحية "نعم"، وأخرى غنائية راقصة لفرقة "سراب"، وهذا في مختلف ولايات الوطن.