احتضن مساء أمس، المركز الثقافي "عيسى مسعودي؛ بالإذاعة الجزائرية ندوة فكرية حول »مالك بن نبي والتنمية الثقافية« من تنظيم نادي التطور الفكري للتنمية البشرية- مالك بن نبي. استهلت الندوة الأستاذة نجاة بلعباس، رئيسة نادي التطور الفكري للتنمية البشرية مالك بن نبي، مذكرة الحضور بالذكرى ال 36 لوفاة المفكر الجزائري مالك بن نبي والذي يأتي مصادفا للذكرى ال 55 لاندلاع الثورة الجزائرية، التي كان ما لك بن نبي قطبا من أقطابها ورجلا من رجالاتها الفكرية والإعلامية والذي أعطاها صيتا وسمعة وزودها بأفكاره التي درست الواقع الجزائري وفهمته ومنه فهمت مشكلة الحضارة العربية الاسلامية التي اشتغل مالك بن نبي على تحليلها وابراز أماكن الضعف وأسبابه فيها وأعطى أفكارا لعلاجه من خلال نظرياته، وترى الأستاذة نجاة بلعباس ان مالك بن نبي كان يرى أن المجتمع يقاس بقدر ما فيه من أفكار، وان الثقافة في فكر مالك بن نبي تتمحور في سلوك الفرد والأسلوب الذي يربطه بالحياة والمجتمع. وترى نجاة بلعباس ان فكر بن نبي مبني على أربعة عناصر رئيسية هي: الأخلاق، الجمال، المنطق العملي، الصناعة. كما قدمت رئيسة النادي الأسباب والدوافع التي حفزتها لإنشاء نادي التطور الفكري للتنمية البشرية مالك بن نبي، وهي فكرة تهتم باكتشاف طاقات التميز في كل فرد وتوجيهه لاستغلاله بما يعود عليه وعلى أسرته وعمله والمجتمع اعتمادا على أفكار التنمية البشرية والمفكرين الذين اهتموا بصنع الحضارة والمجتمع كمالك بن نبي، كما يهتم النادي بالتنمية الثقافية التي يراها تنمية في سلوك ومواهب الانسان وتطويعها للمنطق العملي حتى يتسنى من خلالها انتاج الأفكار وتطبيقها في الواقع. وتضيف رئيسة النادي ان النادي يسعى لانتاج الأفكار وترجمتها الى منطق عملي بطريقة استقلالية وحرية فكرية ضمن أهداف النادي سواء بعيدة المدى أوالقريبة. أما الاستاذ صلاح أحد أعضاء النادي فقد قدم فكر مالك وعلاقته بالتنمية البشرية من خلال علاقته بالتنمية وتصوره للحضارة، حيث ينصب مجهود مالك بن نبي الفكري على مشكلات الحضارة ومشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، حيث أنه يرى أن مالك بن نبي استنتج من خلال دراسته وأبحاثه وتجاربه ان الأفكار تبدأ من خلال ثلاثة عوالم هي: الأفكار، الأشخاص، الأشياء، بدءا بعالم الطفل الذي يكتشف عالم السماء عن طريق الالتماس، ثم عالم الأشخاص والروابط العاطفية بين الطفل وبين محيطه الأسري ثم المحيط المدرسي ثم عالم الأفكار وهذا ما ينطبق على المجتمع وتطور الحضارات، فالمجتمع الذي يرتبط بالأفكار هو المجتمع الذي يصنع الحضارة، أما ذلك الذي يرتبط بالأشياء فيبقى مرهونا داخلها. ويضيف المحاضر ان الأفكار عند مالك بن نبي نوعان أفكار أصيلة لاتنافي العالم والدين والعادات وهي أفكار صحيحة، وأفكار فاعلة وهي التي تخلق الفاعلية في المجتمع، والفكرة يضيف المحاضدر قد تملك الأصالة لكنها قد تفتقد للفاعلية، وأعطى عدة أمثلة لذلك كالدورة الدموية التي اكتشفها إبن النفيس حيث كانت فكرة أصيلة إلا أنها أفتقدت للفاعلية مدة أربع مائة سنة حتى جاء هاردي فاأعطاها الفاعلية. ويرى المحاضر ان التنمية البشرية هي التغيير الذي يبدأ من الداخل لأن التغيير هو في حد ذاته مجرد فكرة إذا اقتنع بها الإنسان غيّر حياته. وبعد تقديم هذه التوضيحات حول دراسة فكر مالك بن نبي وأهدافه أحيلت الكلمة للحضور للإثراء والأسئلة لتوضيح فكر مالك بن نبي وكيفية معالجته المشاكل الحضارية التي انصب عليها فكره لتختتم الندوة بإلقاء قصيدة شعرية باللغة الفرنسية.