أثار مقال الدكتور الزاوي أمين ''مالك بن نبي بلا سلالة'' جملة من ردود الفعل في الوسط الثقافي الوطني، كان أكثرها موضوعية ما كتبه السفير مصطفى بوتورة من سفارته في بغداد! وأحب أن أوضح لأمين الزاوي ومصطفى بوتورة أن المرحوم مالك بن نبي لم يكن كما ذكر الزاوي يقيم ندوات للمعربين وأخرى للمفرنسين، بل كان يعقد ندوة واحدة في بيته قبالة قصر الشعب•• يحضرها من يحضرها من الفرنسيين والمعربين على السواء•• وقد كان لي شرف حضور هذه الندوات في 1968 و1969، صحبة العديد من الطلبة، منهم الأستاذ عبد الوهاب حمودة أطال الله عمره، والأستاذ رشيد بن عيسى (إطار في اليونسكو حاليا)، والمرحوم سليم كلالشة والمرحوم محفوظ نحناح•• وغيرهم•• دون أن أنسى الزميل مبروك نويس• وفي بيت المفكر مالك بن نبي، ومن خلال حلقات الفكر التي كان ينظمها، ولدت فكرة ملتقيات الفكر الإسلامي•• وقد نقلت الفكرة إلى الوزير المرحوم العربي سعدوني، وزير الشؤون الدينية والأوقاف وتبنى المشروع ونفذ بالفعل سنة 1969 حيث عقد أول ملتقى للفكر الإسلامي في ثانوية عمارة رشيد بابن عكنون، في صائفة 1969، وحاضر في الملتقى المفكر المرحوم مالك بن نبي إلى جانب أساتذة مصريين منهم المرحوم شعراوي جمعة وجلال كشك وأحمد حماني رحمه الله، كما عقد الملتقى الثاني للفكر الإسلامي سنة 1970 في مدرسة تكوين الأئمة بمفتاح• وبعد مجيء الأستاذ مولود قاسم على رأس وزارة الشؤون الدينية، أخذت ملتقيات الفكر الإسلامي منحنيات أخرى مع عقد الملتقى الثالث في وهران، وحاضر فيه المرحوم علال الفاسي حول ما أسماه ''التعادلية في الإسلام'' كما حاضر فيه العقيد قائد أحمد وبحضور العقيد الشاذلي• وقد كنت من الحاضرين في هذه الملتقى! وغطاه لوكالة الأنباء الجزائرية مرزاق بقطاش• وما أريد قوله إن الدكتور الزاوي مع احترامي له هو من سلالة أخرى غير سلالة مالك بن نبي، ولذلك فهو غير مؤهل لأن يحكم: هل مالك بن نبي ترك سلالة ثقافية أم لا !