تنظم دار الحرف التقليدية التابعة لبلدية واد قريش لأول مرة أبوابا مفتوحة على الصناعات التقليدية وذلك بمناسبة اليوم الوطني للصناعة التقليدية المصادف للتاسع نوفمبر من كل سنة حيث اختير لهذه الأبواب المفتوحة شعار "حراس الهوية إبداع". ويكمن الهدف من تنظيم هذه الأبواب المفتوحة في التعريف بما تزخر به الجزائر من صناعات تقليدية متنوعة إلى جانب تعريف الشباب بهذا الموروث التقليدي من اجل حمل الشباب على تعلم هذه الحرف لحمايتها من الاندثار. وقد عرف المعرض مشاركة 18 حرفيا من الذين يملكون محلات في دار الحرف مكان العرض، إلى جانب مشاركة 12 حرفيا من خارج دار الحرف، وذلك بغية عرض ما جادت به أناملهم والتي تقوم على الصناعة اليدوية التي تنوعت بين الزخرفة وصناعة النحاس والنقش على الخشب وصناعة الحلي وصناعة الزجاج والطرز التقليدي وصناعة الجلود... وعلى الرغم من أهمية المنتوجات التقليدية المعروضة والتي أبدع الحرفيون في صنعها إلا أن الإقبال كان جد محتشم إن لم نقل انه يكاد يكون منعدما، وهو ما أكده ل"المساء" السيد يزيد حاج علي حرفي في الحلي التقليدية، حيث قال "على الرغم من أهمية الصناعة التقليدية في إنعاش الاقتصاد الوطني وامتصاص البطالة إلا أنها لا تحظى بالاهتمام من طرف السلطات المعنية التي من المفروض أن يقع على عاتقها مسؤولية دعم وتطوير هذه الصناعة، من جهة أخرى فان دار الحرف كانت تحظى بزيارة شخصيات بارزة فقد زارنا مثلا الوزير الأول لدولة تركيا وشخصيات من روسيا واندونيسيا وذلك بهدف الاطلاع على الموروث التقليدي الجزائري ولكن باعتبار أن دار الحرف لم يتم إدراجها ضمن الأقطاب السياحية وهي الأمنية التي كنا نرغب في أن تتحقق لتظل محط اهتمام، تراجع الإقبال عليها وهمشت حتى من عامة الناس حيث أصبحوا لا يكلفون أنفسهم عناء الاطلاع على مختلف الصناعات التقليدية التي نعرضها". وعن المشاكل التي يعانيها الحرفي اليوم، حدثنا ذات المصدر قائلا "منذ أن تم افتتاح دار الحرف ونحن نواجه العديد من المشاكل والتي يأتي على رأسها قلة المادة الأولية فمن جهة تحثنا الجهات المعنية على العمل بالمادة الأولية الجزائرية وعند البحث عنها نجدها إما من النوع الرديء أوغائبة في السوق، إلى جانب ارتفاع سعر إيجار المحلات بالنسبة للحرفين الذين يملكون محلات بدار الحرف حيث ندفع 10.300دج شهريا وهو مبلغ باهظ بالمقارنة مع دخلنا، ومع هذا لا نزال متمسكين بهذه الصناعات التقليدية فنحن نعتبر أنفسنا بمثابة حراسها ونسعى جاهدين من اجل تقريب الشباب إليها لحمايتها من الاندثار، إلا أن هذا لا يتحقق إلا بمساعدة السلطات المعنية، هذا إلى جانب قلة الحملات الإعلامية وارتباط الصناعات التقليدية بالمناسبات فلو لا هذه المناسبات لما كان هناك أي اهتمام بالصناعة التقليدية". واصلت "المساء" التجول بدار الحرف التقليدية حيث تم عرض تشكيلة رفيعة من المنتجات التقليدية حيث استوقفنا الحاج سعيد عباشي وهو حرفي في صناعة النحاس، وعن المشاكل التي يواجهها الحرفي قال "امتهنت حرفة صناعة النحاس منذ كان عمري 14سنة واليوم أبلغ من العمر 74 سنة ولم أفكر مطلقا في التخلي عنها رغم المشاكل الكبيرة التي نعانيها والتي يتقدمها مشكل الدعم فحبذا لو أن السلطات المعنية تتوقف عن تقديم الوعود إلينا وتعمل على دعمنا ماديا حتى يتسنى لنا تعليم هذه الحرفة للشباب المتعطش لممارستها هروبا من شبح البطالة". وللعلم حاز عمي سعيد على الجائزة الأولى ولائيا بانجاز طاولة نحاسية يدوية. للإشارة ان الزخرفة والحلي التقليدية تعتبران من بين المعروضات التقليدية التي تستقطب رواد المعرض.