أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ان الجزائر تربطها بالصين علاقات تعاون مثالية مؤسسة على مبادئ شراكة استراتيجية منصفة تسعى إلى دعم الصداقة والمصالح المتبادلة بين البلدين. واضاف رئيس الدولة في كلمة ألقاها نيابة عنه السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الصيني-الإفريقي المنعقدة بشرم الشيخ (مصر) ان "الصين تساهم اليوم في الجزائر من خلال تحكمها التكنولوجي ويد عاملة عالية الكفاءة في انجاز مشاريع تنموية ضخمة سمحت لشركاتها بالاستفادة من فرص تدر عائدات كبيرة". وعبر رئيس الجمهورية عن ارتياحه "للاستلام القريب لشبكة جديدة من الطرق السيارة في الجزائر تم إنجاز جزء منها من طرف شركة صينية تقطع الجزائر من شرقها الى غربها على مسافة تزيد عن 1200 كلم وبلغت تكفلة انجازها 12 مليار دولار تم تمويلها من اموال جزائرية ذاتية". واوضح الرئيس بوتفليقة ان "هذه الشبكة الجديدة ستساعد على فك العزلة عن بعض مناطق الجزائر كما أنها تمثل فرصة على المستوى الجهوي والإقليمي للإسراع في اندماج المناطق المغاربية ومنطقة الساحل خاصة من خلال ربطها مع الطريق العابر للصحراء"، مذكرا أن "مثل هذا التعاون ومثل هذه الشراكة ذات المردود الاندماجي العالي هي التي نرجو أن تحظى بالأولوية في علاقاتنا مع الصين". من جهة اخرى دعا رئيس الجمهورية إلى تنمية وتطوير العلاقات الثقافية والإنسانية بين إفريقيا والصين "لخلق جسور إضافية" للتواصل وتدعيم التفاهم بين الجانبين. مضيفا "انه لا ينبغي أن نغفل مجالا لايقل أهمية وأعني به ضرورة تنمية وتعميق العلاقات والتبادل الثقافي والإنساني بين شعوب إفريقيا والشعب الصيني لخلق جسور إضافية للتواصل وتدعيم التفاهم والاحترام المتبادل". وأضاف رئيس الدولة في هذا السياق قائلا "أن مثل هذا التبادل الذي يشرك جميع مكونات المجتمع من شباب ونساء وممثلي الإعلام والمؤسسات الأكاديمية من شأنه خلق تعارف متبادل وتدعيم الصداقة بين الشعوب الإفريقية والشعب الصيني". وبعد أن أشاد الرئيس بوتفليقة بالتعاون التقني والعلمي والمالي بين الجانبين قال "إننا لا نشكو من قلة المبادرات ولكن نحن في حاجة إلى الدعم التقني والى تجربة وخبرة شركائنا الصينيين لإنجاز المشاريع الكبرى في مجالات بناء السدود ومحطات توليد الكهرباء ومجمعات تحويل المحروقات". إن المجهودات المشتركة التي يبذلها الطرفان منذ انعقاد قمة بكين 2006 -يضيف رئيس الدولة- سمحت بتطوير شراكة استراتيجية تتميز بالثقة المتبادلة وتعاون مؤسس على مقاربة ناجحة بالنسبة للطرفين تضمن ديمومة العلاقة واستمرارها وتحقق الفائدة المرجوة منها لكل طرف. وأوضح رئيس الجمهورية في كلمته "ان التعاون الإفريقي-الصيني تعاون مدعو بفضل إرادة الطرفين الواضحة لتطورات كبيرة وهامة في جميع المجالات ومن ضمن هذه المجالات لابد من ايلاء عناية خاصة للمنشآت القاعدية وقطاع الطاقة بحكم حاجة إفريقيا الملحة لها لضمان انطلاقاتها الاقتصادية. وقال الرئيس بوتفليقة "بأن النقص الذي تعاني منه إفريقيا في مجال المنشآت القاعدية والتأخر الذي تعاني منه القارة هو الذي دفعنا الى بذل كل الجهود وتوفير الإمكانيات الضرورية وبصفة خاصة في إطار "النيباد" للسماح لبلداننا وللقارة كلها بأن تحقق على المدى القصير مشاريع الطرقات والسكك الحديدية والموانئ والمطارات حتى تتمكن من زيادة المبادلات وتسريعها بين بلدان القارة. ومن جهة أخرى أشاد الرئيس بوتفليقة بالدعم المستمر الذي ما فتئت الصين تقدمه للقضايا الإفريقية في المحافل الدولية من اجل "الوصول إلى عدالة اكبر وتحقيق مبدأ الإنصاف" معتبرا في هذا الصدد أن المساندة الفعالة التي تقدمها الصين للدول الإفريقية في إطار جولة مفاوضات الدوحة هو تعبير حقيقي وفعلي عن تضامن الصين ووقوفها الى جانب افريقيا. وبعد ان قال رئيس الدولة ان الأزمة المالية العالمية قد "حدت بعض الشيء من طموحاتنا في تنمية سريعة لإفريقيا" أوضح بأن "الدور الرئيسي والمحوري للأمم المتحدة لابد وان يكون موضع تدعيم من خلال الاصلاحات التي يجب ادخالها على مجلس الأمن واصلاح المؤسسات المالية لنظام بريتون ووتز لإضفاء الشفافية عليها وجعلها اكثر ديمقراطية وصولا الى تمثيل افريقيا تتيحه مثل هذه الاصلاحات".