دعا، رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بشرم الشيخ (مصر)، الى تنمية وتطوير العلاقات الثقافية والانسانية بين افريقيا والصين ''لخلق جسور اضافية'' للتواصل وتدعيم التفاهم بين الجانبين. وقال، الرئيس بوتفليقة، في كلمة القاها نيابة عنه السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الصيني الافريقي ''انه لا ينبغي ان نغفل مجالا لا يقل اهمية واعني به ضرورة تنمية وتعميق العلاقات والتبادل الثقافي والانساني بين شعوب افريقيا والشعب الصيني لخلق جسور اضافية للتواصل وتدعيم التفاهم والاحترام المتبادل''. واضاف، رئيس الدولة، في هذا السياق، قائلا ''ان مثل هذا التبادل الذي يشرك جميع مكونات المجتمع من شباب ونساء وممثلي الاعلام والمؤسسات الاكاديمية من شأنه خلق تعارف متبادل وتدعيم الصداقة بين الشعوب الافريقية والشعب الصيني''. وبعد ان اشاد، الرئيس بوتفليقة، بالتعاون التقني والعلمي والمالي بين الجانبين، قال ''اننا لا نشكو من قلة المبادرات، ولكن نحن في حاجة الى الدعم التقني والى تجربة وخبرة شركائنا الصينيين لانجاز المشاريع الكبرى في مجالات بناء السدود ومحطات توليد الكهرباء ومجمعات تحويل المحروقات''. ''ان المجهودات المشتركة التي يبذلها الطرفان منذ انعقاد قمة بكين 2006 يضيف رئيس الدولة سمحت بتطوير شراكة استراتيجية تتميز بالثقة المتبادلة وتعاون مؤسس على مقاربة ناجحة بالنسبة للطرفين تضمن ديمومة العلاقة واستمرارها وتحقق الفائدة المرجوة منها لكل طرف''. واوضح، رئيس الجمهورية، في كلمته ''ان التعاون الافريقي الصيني تعاون مدعو، بفضل ارادة الطرفين الواضحة، لتطورات كبيرة وهامة في جميع المجالات، ومن ضمن هذه المجالات لا بد من ايلاء عناية خاصة للمنشآت القاعدية وقطاع الطاقة بحكم حاجة افريقيا الملحة لها لضمان انطلاقاتها الاقصادية''. وقال، الرئيس بوتفليقة ''ان النقص الذي تعاني منه افريقيا في مجال المنشآت القاعدية والتأخر الذي تعاني منه القارة هو الذي دفعنا الى بذل كل الجهود وتوفير الامكانيات الضرورية، وبصفة خاصة في اطار النيباد للسماح لبلداننا وللقارة كلها ان تحقق على المدى القصير مشاريع الطرقات والسكك الحديدية والموانئ والمطارات حتى تتمكن من زيادة المبادلات وتسريعها بين بلدان القارة''. ومن جهة اخرى، اشاد الرئيس بوتفليقة بالدعم المستمر الذي ما فتئت الصين تقدمه للقضايا الافريقية في المحافل الدولية من اجل ''الوصول الى عدالة اكبر وتحقيق مبدأ الانصاف''، معتبرا في نفس الوقت أن المساندة الفعالة التي تقدمها الصين للدول الافريقية في اطار جولة مفاوضات الدوحة هو تعبير حقيقي وفعلي عن تضامن الصين ووقوفها الى جانب افريقيا''. وبعد ان قال رئيس الدولة ان الازمة المالية العالمية قد ''حدت بعض الشيء من طموحاتنا في تنمية سريعة لافريقيا''، اوضح بأن ''الدور الرئيسي والمحوري للامم المتحدة لا بد وان يكون موضع تدعيم من خلال الاصلاحات التي يجب ادخالها على مجلس الامن واصلاح المؤسسات المالية لنظام بريتون ووتز لاضفاء الشفافية عليها، وجعلها اكثر ديمقراطية، وصولا الى تمثيل افريقيا تتيحه مثل هذه الاصلاحات''. وعند تطرقه للتعاون الجزائري الصيني، قال الرئيس بوتفليقة ان ''بلدي تربطه بالصين علاقات تعاون مثالية مؤسسة على مبادئ شراكة استراتيجية منصفة تسعى الى دعم الصداقة والمصالح المتبادلة بين البلدين''. وفي هذا السياق، اضاف رئيس الدولة ان ''الصين تساهم اليوم في الجزائر من خلال تحكمها التكنولوجي ويد عاملة عالية الكفاءة في انجاز مشاريع تنموية ضخمة سمحت لشركاتها بالاستفادة من فرص تدر عائدات كبيرة''. وعبر، رئيس الجمهورية، عن ارتياحة ''للاستيلام القريب لشبكة جديدة من الطرق السيارة في الجزائر تم انجاز جزء منها من طرف شركة صينية تقطع الجزائر من شرقها الى غربها على مسافة تزيد عن 1200 كلم وبلغت تكفلة انجازها 12 مليار دولار تم تمويلها من اموال جزائرية ذاتية''. واوضح، الرئيس بوتفليقة، ان ''هذه الشبكة الجديدة ستساعد على فك العزلة عن بعض مناطق الجزائر، كما انها تمثل فرصة على المستوى الجهوي والاقليمي للاسراع في اندماج المناطق المغاربية ومنطقة الساحل، خاصة من خلال ربطها مع الطريق العابر للصحراء''. وذكر رئيس الدولة في ختام كلمته ان ''مثل هذا التعاون ومثل هذه الشراكة ذات المردود الاندماجي العالي هي التي نرجو ان تحظى بالاولوية في علاقاتنا مع الصين''.