يرحل الشعراء، تختفي ملامحهم وراء غبش الأيام، لكن قصائدهم حية لا تموت فتعيد تشكيلهم واستقدام ذكراهم، ومن بين هؤلاء الشعراء الذين رحلوا وزارتنا ذكراهم الشاعر الشعبي نايت شعبان علي الذي أبى أصدقاؤه إلا أن يكرموه ويترحموا عليه مؤخرا بالجزائر العاصمة. كانت قاعة دار الشباب "حسان الحسني" ببلدية بوزريعة الصدر الذي احتضن ذكرى الشاعر الراحل بعد أن بادر أصدقاؤه بالتنسيق مع مؤسسة فنون وثقافة والرابطة الوطنية للأدب الشعبي بتكريم الشاعر الراحل الذي ترك فراغا على الساحة الثقافية. رجل أقر الجميع بحبهم له ولشعره الذي عرف به والذي كان متميزا في الشعر الشعبي الجزائري. الشاعر نايت شعبان علي الذي رحل عنا إلا أنه ترك بصماته واضحة بحيازته على العديد من الجوائز أثناء مسيرته الشعرية، كما أن قصائده لم تبق حبيسة الحروف والكلمات بل سكنت الحناجر والأصوات وطارت مع الأنغام والألحان، حيث غنى له العديد من المطربين الكبار للفن الشعبي، بالإضافة إلى كونه مجيدا في الشعر كان أيضا عازفا ماهرا على الآلات النفخية، كما كانت له حصص إذاعية. الشاعر نايت شعبان علي ولد في 27 جوان 1952 والذي وافته المنية سنة 2007 إثر حادث مرور مفجع. تقربت "المساء" من بعض الوجوه المشاركة في هذا الحفل التكريمي للشاعر وسجلت انطباعاتهم. - الشاعر مسعود طايبي: "أتمنى أن هذا التكريم يلفت انتباه السلطات ويتحول الى ذكرى سنوية تكريما لهذا الفنان الشاعر". - الشاعر توفيق ومان: أتأسف لعدم الالتقاء به من قبل، حيث التقيت به سنة 2003 - 2004 بخيمة الشعر العربي برياض الفتح وتعرفت في هذا اللقاء على رصيده الشعري، وأنا أعد أصدقاء الفنان وكل جمهور الشعر الشعبي على العمل لطبع مجموعة شعرية للمرحوم نايت شعبان علي التي تحمل عنوان »قصائد من الذاكرة« وذلك بالدار الخاصة بي »فيشيرة« وأضاف توفيق ومان أن نشر أعمال الشاعر الراحل هي مسؤولية بمثابة أمانة أتحملها على عاتقي تجاه أسرة الشاعر". - الشاعر نور الدين بوديسة: لم يجد ما يقوله إلا أنه عبر في هذه الوقفة التذكيرية بأبيات شعرية قال فيها: "اللي يبيع الورد معروف عند الناس ألي غرسو وسقاه حد ما يسمع به اللي يخرر الجلود وينقش النحاس يتحف ويبدع ولغيرو يخليه يشبح به قصور الملوك والرياس وحتى ذاك القصر مصنوع لمواليه" كما تأسف الفنان كمال شرشار على فقدان المرحوم وقال "وكم يكون التكريم عظيما لو كان في حياته لما تركه من رصيد شعري أثرى به الساحة الأدبية والفنية". وللتذكير فقد كان برنامج الحفل ثريا بالنشاطات الموسيقية الشعبية وذلك من خلال وجوه فنية أمثال حكيم العنقيس، ناصر مقداد، مولود فتحاني، بالإضافة الى شعراء الشعبي، وفي ختام الحفل وزعت جوائز وقدمت هدايا لعائلة الشاعر الفقيد من طرف أصدقائه.