اهتزت أفغانستان، أمس، على وقع سلسلة هجمات انتحارية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا يوما واحدا فقط بعد أداء الرئيس حامد كرزاي اليمين الدستورية لولاية ثانية في رسائل مشفرة من الجماعات الإسلامية لمواصلة عملياتها الهجومية إلى غاية وصولها إلى هدفها في إنهاء الاحتلال الأمريكي. وكانت اعنف هذه الهجمات تلك التي استهدفت قلب مدينة فرح عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم في جنوب غرب البلاد، حيث وقع التفجير بمنطقة شحن الشاحنات بمختلف البضائع. وقال روحول أمين محافظ الإقليم ان "انتحاريا كان يمتطي دراجة نارية فجر نفسه بالقرب من مقر اقامتي مما ادى الى سقوط 15 شخصا كلهم من المدنيين باستثناء شرطي واحد وإصابة 34 آخرين بعضهم في حالة خطيرة". بدورها كانت العاصمة كابول مسرحا لعملية انتحارية مماثلة خلفت مقتل خمسة حراس شخصيين لزعيم الحرب السابق عبد رب الرسول سياف خلال مرور عربتهم في شمال غرب العاصمة من دون أن يصاب بأي سوء. وقد انضم سياف إلى معسكر الرئيس كرزاي وهو الذي اتهمته منظمات حقوقية باقتراف جرائم حرب. كما قتل ثلاثة مدنيين وأصيب أربعة آخرين ينتمون إلى عائلة واحدة في انفجار قنبلة لدى مرور عربتهم بمحافظة خوست القريبة من الحدود مع باكستان بشرق البلاد. وتأتي هذه السلسة من الهجمات غداة أداء الرئيس الأفغاني حامد كرزاي اليمين الدستورية لتولي رئاسة البلاد لمدة خمس سنوات القادمة في رسالة واضحة من حركة طالبان لرفضها لنظام كرزاي الذي تتهمه بالعمالة للولايات المتحدةالأمريكية. وكان الرئيس الأفغاني الذي فاز في انتخابات رئاسية شابها تزوير واسع وأفقدها مصداقيتها تعهد خلال خطاب التنصيب بإعادة إحلال السلم في البلاد وأعرب عن آماله في أن تكون القوات الأفغانية قادرة على حفظ الأمن لوحدها. لكن الرئيس كرازي الذي وعد شعبه بإحلال السلم والاستقرار في بلد يعيش تحت وطأة الاحتلال منذ تسعة سنوات، تناسى أن هذا الوعد كان قد أطلقه لاول مرة عندما عين رئيسا للبلاد قبل خمس سنوات بتزكية من الولاياتالمتحدة لكن النتيجة أن البلاد غرقت في دوامة من العنف يجهل مصيرها.