أكد الرئيس الأفغاني حامد قرضاي أنه مستعد للتحدث إلى الملا محمد عمر، زعيم حركة طالبان التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي استهدف أمس السبت حافلة عسكرية للجيش الأفغاني في العاصمة كابول وأسفر عن مقتل حوالي ثلاثين شخصا وإصابة آخرون. وقال قرضاي في تصريح للصحفيين انه مستعد أيضا لمنح أعضاء في طالبان مناصب في الحكومة إذا تخلوا عن العنف لأنهم أفغان وأبناء هذا الوطن . كما أبدى استعداده للجلوس كذلك إلى رئيس الحزب الإسلامي حكمتيار الذي يطالب إلى جانب طالبان بانسحاب القوات الأجنبية وعددها 50 ألف من أفغانستان قبل الحديث عن أي مفاوضات مع الحكومة . إلا أن الرئيس الأفغاني رفض مطلب الانسحاب بحجة أن البلاد ما زالت بحاجة إلى تنمية . كما رفض التفاوض مع القاعدة التي يقال أنها تدعم بعض عناصر طالبان التي أوت التنظيم أثناء توليها الحكم في الفترة من 1996 إلى 2001 .. وحسب الرئيس الأفغاني ،فان الولاياتالمتحدة لن تعترض على محادثاته مع الملا عمر وحكمتيار ، رغم أنها تعتبرهما " إرهابيين" .. وكان الرئيس حامد قرضاي قد دعا إلى اتخاذ خطوات أقسى في العالم لمكافحة الإرهاب .ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قرضاى قوله للصحفيين بعد هجوم السبت " " من الجزائر إلى اندونيسيا والولاياتالمتحدة واليابان، علينا أن نبقى موحدين وحازمين في الحرب على الإرهاب " .. وفي ضربة قوية للسلطات الأفغانية فجر انتحاري كان يرتدي الزي العسكري عبوة ناسفة عند باب حافلة أثناء توقفها لتحميل عسكريين متوجهين إلى العمل في وزارة الدفاع في وسط كابول التي تحيط بها حراسة مشددة.. وقد صرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن الهجوم يأتي في إطار "عملية" تشنها طالبان خلال شهر رمضان. وشهدت أفغانستان أكثر من مئة هجوم انتحاري هذا العام، نسب معظمها إلى حركة طالبان التي أطاحت بها الولاياتالمتحدة وحلفائها في أواخر 2001 بعد خمس سنوات من توليها السلطة. وفيما تقع معظم الهجمات في المناطق الجنوبية والشرقية النائية من أفغانستان، وقعت سلسلة من الهجمات داخل كابول هذا الأسبوع. وكان أخر هذه الهجمات تفجير انتحاري في 12 سبتمبر استهدف آلية مصفحة تابعة لحلف شمال الأطلسي وأسفر عن مقتل جندي فرنسي وجرح العديد من الأفغان. أما اعنف هجوم فكان في 17 جوان استهدف حافلة للشرطة وأسفر عن مقتل 35 شرطيا . ووفقا لأرقام أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية ، فقد أدت أعمال العنف إلى مقتل أكثر من خمسة ألاف شخص هذا العام معظمهم من المقاتلين، بينهم 700 مدني و600 من أفراد قوات الأمن الأفغانية. وقتل أكثر من 175 جنديا أجنبيا من بين القوات الأجنبية البالغ قوامها نحو خمسين ألف جندي ينتشرون في البلاد لمساعدة الحكومة الأفغانية الهشة على فرض سلطتها على البلاد. ل//ل