لم يتخلف أهل الفن في مصر عن مهاجمة الجزائر التي حرمتهم من الرقص على نخوة الفوز والتأهل، فراحوا يذرفون الدموع على الفضائيات التي من سوء حظهم قد قدمتهم في صورة تثير الشفقة، لأنها على الأقل مكنتنا من اكتشافهم بدون ماكياج .لقد ناح النواح والنواحة على المباشر وذرفوا الدموع، وفي النهاية سبوا الجزائر تحدثوا للفضائيات المصرية واجمعوا بأنهم عاشوا العذاب وكأني بهم عادوا من الجاهلية الاولى. النواح والنواحة لم يوضحوا لنا كيف ضربوا واين؟ لكنهم وجهوا اصابعهم للجزائريين والجزائر التي تحولت الى حاحة النطاحة ولاشك اننا عندما نشاهد الممثل يوسف شعبان الذي جاءته دعوة من الجزائر لتكريمه في الحادي عشر من شهر ديسمبر القادم بالجزائر، يتحدث وكأنه في فيلم سينمائي، فأكيد ان هناك فينا من يصاب بالذهول لا لأن الممثل الكبير قرر رفض الدعوة، ولكن للأسلوب الذي تحدث به وكأني به في شارع . يوسف شعبان الشوارعي قال أرفض أي تكريم في الجزائر. اما الفنان مصطفى قمر فقد تهجم هو الآخر على الجزائر، وعادت به الذاكرة الى مباراة 1984 بمناسبة لقاء الجزائر مصر لحساب تأهيليات الالعاب الاولمبية حيث حمل تعداد الجزائر مسؤولية كل من شغب وعنف في تلك المبارة. السقا يتنازل عن جائزة المهرجان الدولي للفيلم العربي اكد امس الممثل المصري احمد السقا، في حديث للفضائيات المصرية، بأنه متنازل على الجائزة التي نالها في المهرجان الدولي للفيلم العربي الذي نظم بوهران. يأتي هذا الموقف على خلفية ما يصفه المصريون بالموقف المتعصب للجمهور الجزائري الذي اعتدى على الفنانات المصريات في ام درمانوالخرطوم. السقا الذي تحدث في كل الفضائيات لم يذهب لا للسودان ولا للخرطوم او ام درمان بل اكتفى بذرف الدموع من على فراش المرض بعد العملية الجراحية التي اجريت له مؤخرا وحرمته من التنقل للاستاد، عيني عليك يا احمد تمنياتي لك بالشفاء من عقدة الجزائر. السقا المريض طالب بتقديم الجزائر،اعتذارات رسمية وتعويض مادي كبير للمصريين الذين اصيبوا معنويا، ومن بينهم الممثلات المصريات طبعا. الفنان أحمد فؤاد جائع يبكي اما الفنان احمد فؤاد، فهو وبعد ان قال لبعض الفضائيات، بأنه نجا من الموت في الخرطوم، فقد وصف بالمقابل الجمهور الجزائري بالوحوش لأنهم هربوه من مطعم حين كان يتناول غذاءه. هذا الفنان الجائع اخافه شكل الجزائريين الذين كانوا يرتدون بدلا رياضية وهي عادة الجماهير التي تتنقل الى الملاعب، كان قد بكى على المباشر على اللبن المسكوب، لأن هروبه من المطعم مكن الشباب الذين قرأوا نفسيته من اخذ مكانه في المطعم وتناول الطعام بارتياح. هيثم أشرف على شاكلة مسيلمة وتحدث المطرب هيثم شاكر بكثير من الكذب والافتراء الى درجة انه تحدث عن مجرمين بعثوا بهم من الجزائر، تحدث عن السيوف والخناجر، وذهب الى ابعد من ذلك عندما قال: "لقد اقتلعوا الارصفة ورمونا بحجارتها". لهذا الفنان الذي كان اشبه بمسيلمة الكذاب، نقول لقد تطاولت كثيرا، وأنك تبقى مجرد صغير فسحوا امامه المجال في هذا الظرف للحديث عن مباراة حولوها الى ام الكبائر لأنهم انهزموا وفاتت عليهم فرحة الخروج الى الشوارع. أحمد رياض شبه المباراة بمعركة حربية لم يتوان الفنان محمد رياض في الحديث وبكثير من التضليل عن التخويف الذي تعرض له في الخرطوم وكأنه كان في قلب معركة. رياض قال لقد عدت في آخر طائرة، ويعترف بأنه كان بداخل سفارة مصر، ثم يعود ويتناقض في الحديث عندما يقول لقد هددونا بالسيوف. ويبدو ان الذين دعوا بالفنان محمد رياض للحديث في مجال غير مجاله نسوا ان يقولوا له اياك ان تتحدث عن أي ثأر. وهكذا سقط المسكين في فخ التسييس دون ان يدري، لأنه ببساطة قال "قد ثأروا من الجمهور المصري بعد مباراة القاهرة". واعترف الفنان رياض بأن الجزائريين استمالوا الجمهور السوداني الى جانبهم وقد كنا نشاهد الجميع يرقصون ويغنون في ارض المعارض سويا. انه شيء مضحك يا فنان رياض فما العيب إذا ناصر الاشقاء في الخرطوم منتخب الجزائر وتحالفوا مع الجزائريين غير المتكبرين والمتواضعين . إسعاد يونس تقاطع الجزائر وتحدثت الفنانة المصرية سعاد يونس بمرارة عن مخلفات المباراة، وقالت في الحقيقة ليس لي ما اقوله، ولكن بصفتي رئيسة الشركة العربية للتوزيع السينمائي اعلن عبر كل الفضائيات المصرية مقاطعة كل التظاهرات الثقافية التي تقام بالجزائر احتجاجا على ما تعرضنا له في الخرطوم. الفنانة اسعاد يونس تقول في منتهى الصراحة نحن كبار ولا يجب ان يعاملوننا هكذا، اننا اكبر بلد ثقافيا وكثافة سكانية ولا نتحمل السفاهات. سعاد يونس قالت "انا فرعونية ولا اسمح لأي مخلوق ان ينال من قيمة مصر وتاريخها. ولهذه الفرعونية اقول "لعنة الله على فرعون وعلى كل من يتباهى بالانتساب إليه وكفى وهذا احسن رد". أشرف زكي نقيب الفنانين المصريين على غرار اسعاد يونس قال نقيب الفنانين اشرف زكي ليس لي ما اقول، لكنه اشار ضمنيا بأن السودان يتحمل المسؤولية حين قال "الزملاء في السودان لا حول ولا قوة لهم، لم يقصروا ولكنهم عملوا في حدود الامكانيات المتاحة لهم"، اشرف زاكي تنصل من عروبته وقوميته فقال "لا عروبة ولا قومية وسنقاطع كل المهرجانات التي تشارك فيها الجزائر". ونفس الموقف كان للممثل محمد صبحي الذي قال أنا قومي والآن أكفر بالجزائر، هكذا يا سنبول أصبحت صغيرا في عيون الجزائريين. هذا المعتوه قال بدون حياء وبكثير من الافتخار "لقد علمناهم النشيد الوطني"، قبل ان يضيف لقد قررنا إلغاء حفل المهرجان الدولي الذي لن يذكر فيه اسم الجزائر على الإطلاق. ماجد المصري .. جمهور الجزائر قذر جدا أما الممثل ماجد المصري فقد ذهب بعيدا في قذارته واسهاله عندما شتم الجمهور الجزائري ووصفه بالقذر، ولم يتمالك هذا الممثل نفسه المشحونة حين وظف الفاظا سوقية نخجل في الرد عليها لأسباب أخلاقية بحتة. تلك هي عينات من الساحة الفنية المصرية، التي تطالع الجماهير يوميا عبر أفلام ساقطة ومسلسلات تجارية بخسة، عينات من شاهدنا أصحابها عراة الأجساد بدون خجل وبدون حياء، والمذمة كما اشرنا في عدد سابق عندما تأتينا من طينة هؤلاء لا تنقص منا شيئا بل تزيدنا اعتزازا على حد قول المتنبي الذي ترك مقولته الشهيرة: وإذا اتتك مذمتي من ناقص - فتلك شهادة بأني كامل