كشف السعيد بوحجة عضو أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني مسؤول قطاع الإعلام والاتصال والثقافة عن التحضير لعقد لقاءات رفيعة المستوى للنظر في مسألة التحالفات مع بعض التشكيلات السياسية استعدادا لانتخابات مجلس الأمة، مضيفا في حديث خص به » صوت الأحرار« أن اللجان الفرعية المكلفة بالتحضير للمؤتمر التاسع للحزب أودعت مشاريعها على مستوى أمانة الحزب، كما أكد من جهة أخرى أن الإعلام المصري انحط كثيرا بتحامله على الجزائر. * ما تقييمك للانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الأفلان لانتخابات التجديد النصفي لعضوية مجلس الأمة؟ ** بالنسبة للانتخابات الأولية والتمهيدية التي نظمتها كافة محافظات حزب جبهة التحرير الوطني في الفترة الممتدة ما بين 20 و26 نوفمبر المنقضي، فقد جرت العملية في ظروف جيدة ميزتها الشفافية والديمقراطية في انتقاء وإبراز مرشحي الحزب لخوض غمار المنافسة، حيث كان الإجماع والتوافق سيد الموقف بين كل المنتخبين المنتمين للأفلان كما كان هناك تنافس كبير فيما بين المترشحين، وفي ولايات أخرى سارت العملية الانتخابية عن طريق الإجماع، ونعتقد أن الصيغة التي أجرى بها الأفلان الانتخابات التمهيدية كانت موفقة وأبرزت عناصر قادرة وجديرة بتمثيل الأفلان في انتخابات 29 ديسمبر والفوز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس الأمة. وهنا يجب الإشارة إلى أن كافة المنتخبين ملزمون بالانضباط وأن كل من ينحرف عن هذه الصيغة سيقصي نفسه، حيث يوجد التفاف حول المترشحين وكل المنتخبين أعربوا عن التزامهم بدعم الفائزين في الانتخابات التمهيدية، علما أن محافظة المدية لم تجر بها الانتخابات الأولية حيث تم تحديد تاريخ 5 ديسمبر الجاري كموعد لها. * كيف تجرى الآن التحضيرات لانتخابات مجلس الأمة التي تفصلنا عنها أقل من 4 أسابيع؟ ** أوضح أن حزب جبهة التحرير الوطني قد مارس الديمقراطية ومكن المنتخبين من اختيار من يمثل الحزب في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة وقد مكنت العملية من اختيار عناصر تتوفر على مؤهلات علمية في مختلف التخصصات ، هناك لقاءات تحسيسية وتوعوية على المستوى المحلي، أما على مستوى قيادة الحزب فهناك تحضيرات للقاءات مع بعض التشكيلات السياسية لمناقشة مسألة التحالفات، حيث سيتم عقد لقاء على الصعيد المركزي، في حين هناك تحالفات محلية مع بعض التشكيلات السياسية في عدد من البلديات والولايات. * يستعد الأفلان لعقد مؤتمره التاسع مطلع العام المقبل، هل انتهت اللجان الفرعية من صياغة المشاريع؟ ** أنهت اللجان الفرعية المكلفة بتحضير مشاريع القوانين وبرنامج الحزب للسنوات الخمس المقبلة وستجتمع أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني في الأيام القليلة المقبلة والقيام باستشارة واسعة على مستوى الأمانة والهيئة التنفيذية ومن ثم ينظر المجلس الوطني للحزب في هذه المشاريع التي سيصادق عليها المؤتمر التاسع والتي ستكون خارطة الطريق للحزب وكذا سياسته المستقبلية، وتحرص قيادة الحزب على أن يكون المؤتمر التاسع ديمقراطيا في تحضيره وفي تسيير أشغاله وفي إقرار النتائج التي ستتمخض عنه، كما تسعى إلى أن يكون هذا الموعد محطة تنظيمية وسياسية هامة في مستقبل الحزب. * أمام تعنت الإعلام المصري وإساءته للشعب الجزائري ولرموز الثورة ، ما ردكم على هذه التصرفات؟ ** المصريون لا يملكون أدلة دامغة أو بالأحرى الجهة التي تحاول تغطية الأعمال الشنيعة المترتبة عنها، حيث تفتقد للحجج لإقناع الرأي العام المصري، الجزائري أو العالمي، فالهجمة الإعلامية كانت من جانب واحد وهي الفضائيات المصرية، وكما يعلم الجميع في الجزائر ومصر وفي العالم فالاعتداء وقع بمصر أين تعرض اللاعبون الجزائريون الذين كانوا في مهمة رسمية إلى الاعتداء والرشق بالحجارة وطال ذلك الوفد الرسمي المرافق للفريق، حيث أصيب عدد من اللاعبين بجروح والكل يعلم ذلك وشاهده، كما فرضت الجهات المصرية القيود على المناصرين الجزائريين، والتعدي هنا كان من جانب واحد، وبالتالي فهو اعتداء في حق الجزائريين ولم يرد المصريون هضم الهزيمة في الخرطوم. ومن هنا يمكن القول بأن الحملة الدعائية والهجوم الشرس على الجزائر تاريخا وشعبا كانت بهدف تحقيق أهداف أخرى ويبقى المشكل »مصري- مصري« وذلك من أجل التخفيف أو التقليل من آثار الضربة القاضية التي كانت من منتخبنا الوطني. * ألا ترون بأن الإعلام المصري تجاوز حدوده؟ ** في الحقيقة هم أسمعونا وابلا من السب والشتم، لكن دعني أقول هنا بأن الحملة الإعلامية المصرية انعكست سلبا على مصر، رغم أن الجزائر شعرت بوجود ظلم وتعد صارخ في حق الثورة الجزائرية والروابط التاريخية التي تجمع البلدين. وفي الحقيقة لا يمكننا الرد على مثل هذه التصرفات بالمثل، فالقذف والتجريح ليس من شيم الجزائريين، فالإعلام المصري أو الفضائيات بلغت مستوى خطيرا من الانحطاط ، وبما أننا نمتلك الحجج الدامغة لما حدث في القاهرة، هذا من جهة، وكذا رد السلطات السودانية على مزاعم المصريين من خلال تبرئتها للجزائر من الاتهامات المتعلقة بالضرب واستخدام الأسلحة البيضاء، فإنه لا يمكن للمصريين الادعاء علينا أو تشويه ما حدث بغوغاء وبهمجية إعلامية. * الجهات الرسمية في الجزائر التزمت الصمت ولم تتعامل مع الحملة الدعائية بعلانية، ما تعليقكم؟ ** لا يمكن القول بأن الجزائر التزمت الصمت، ولكن الموقف الرسمي كان حكيما عقلانيا، فالدولة الجزائرية كانت يقظة وحاضرة واستجابت لطموحات المناصرين الجزائريين ووضعت كافة الإمكانيات تحت تصرف المناصرين والفريق الوطني، وهو ما خيب آمال المصريين الذين كانوا يعتقدون بأنهم الأقرب إلى الشعب السوداني، حيث كان هناك تعاطف كبير من أشقائنا في السودان مما ترتب عنه تعزيز علاقة أخوية وودية مع السودان، عكس الموقف المصري الذي تميز بالجمود. كما أن المناصرين توجهوا بقوة إلى السودان حاملين الأعلام والرايات الوطنية، وهو ما ترك انطباعا حسنا لدى الرأي العام الدولي الذي تضامن مع الجزائر خاصة بعد تعرض عناصر المنتخب الوطني للاعتداء بالقاهرة في 12 نوفمبر الماضي، الأمر الذي خلف صدمة نفسية لدى المصريين الذين لم يتصوروا حجم تنقل المناصرين الجزائريين. *هناك من يدعو من المصريين إلى قطع العلاقات مع الجزائر؟ ** الشارع المصري المتأثر بالدعاية التي قامت بها الفضائيات المصرية هو من يطالب بقطع العلاقات مع الجزائر أما السلطات المصرية فلا أظن ذلك، لأن قطع العلاقات ليس في مصلحة مصر، فالجزائر التزمت الصمت والتعقل، ولم يكن لديها موقف ارتجالي غير مدروس للرد على مواقف غير رسمية، فالجزائر دولة قائمة ودولة مؤسسات مبنية على مبادئ وقوانين تحكمها وليس أشخاص، كما أن موقفنا ثابت و لا يتأثر بالمسائل العابرة. *توجد دعوات للتهدئة من الطرف المصري، ما تعليقكم؟ ** أؤكد هنا بأن الجزائر كانت ضحية للأبواق المصرية من قنوات فضائية ومتطاولين على الجزائر، فدعوات التهدئة يجب أن توجه إلى الشعب المصري وبالخصوص إلى هؤلاء الذين يحاولون زرع الفتنة والبلبلة وتجرؤوا على الثورة الجزائرية والرموز الوطنية، لكن الروابط التي تربطنا مع مصر أكبر من مقابلة في كرة القدم خاصة وأن لدينا علاقات تاريخية وعلاقة في الدم، كما لدينا شهداء سقطوا في سيناء، ومن غير الممكن للأبواق المصرية أن تؤثر على هذه العلاقة.