أسبوع يمر على الحملة الإعلامية المصرية الثانية التي انطلقت يوم 18 نوفمبر، تاريخ الإعلان عن فوز فريقنا الوطني لكرة القدم على الفريق المصري وتأهله على حساب هذا الأخير لمونديال 2010، ولايزال الإعلام المصري وعدد من أعضاء مجلس الشعب المصري وألوية وعمداء في الحكومة المصرية يتطاولون على الجزائر على الهواء مباشرة، وامتدت التصرفات المنافية للقوانين والأعراف الدولية، إلى ممثلي العدالة في هذا البلد الذي انظم عدد من محاميه إلى القافلة السوداء في تاريخ مصر المعاصر وقاموا بكل برودة أعصاب بحرق العلم الوطني، وهي طفرة خبيثة أحدثها مصريون، وسابقة خطيرة في تاريخ العلاقات الدولية سيسجلها التاريخ في لوحهم ولن ينساها الشعب الجزائري. يقف ملايين البشر عبر العالم على ما يصدر ولا يزال يصدر عن وسائل الإعلام المصري المرئي والمكتوب منه، في حملته الإعلامية الشرسة التي شنها ضد الجزائر لا لسبب سوى لافتكاكه تأشيرة التأهل إلى مونديال 2010، وأخذت هذه الحملة غير المسبوقة، شكلا خطيرا ذهب إلى المساس بتاريخ الجزائر وبرموز ثورتها وشهدائها الأبرار، وامتد هذا التطاول إلى حد حرق العلم الوطني من قبل ممثلي العدالة المصرية وهي سابقة خطيرة لم يسجلها التاريخ الدبلوماسي العالمي حتى في أحلك المراحل التي مرت بها العلاقات الدولية في مختلف العصور والأزمنة. وانكشف ادعاء الإعلام المصري أمام العالم كله من قبل ممثلي وسائل الإعلام الدولية التي انتقلت إلى الخرطوم لتغطية المباراة، فجميع الموفدين الإعلاميين إلى الخرطوم البلد المنظم للمباراة الفاصلة، من وسائل الإعلام الدولية ووكالات الأنباء العالمية كانوا بعين المكان ولم يكن للسبق الصحفي والإعلامي أن يفوتهم لو حدث وان تم تسجيل ادعاءات الممثلين المصريين، لكن الأمر لم يثن عزيمة المفترين عن الاستمرار في ما خططوا له، والأكثر من ذلك فإن ترسانة كبيرة من وسائل الإعلام المصرية كانت حاضرة في التمثيلية ولم تأخذ بعين الاعتبار مسألة المساس بمصداقيتها كان المهم بالنسبة لها شهادات وتصريحات كاذبة لم تكن مرفوقة بصور حية لأنه في حقيقة الأمر لم تكن هناك صور تنقل. ولم يكترث محررو نص التمثيلية ومنفذيها على أرض الواقع لهذا الأمر لأن خطتهم موجهة إلى الرأي العام الداخلي ولا يهم في ذلك هذه الجزئية، فشحن الشعور القومي الداخلي لا يحتاج إلى صورة تؤكد أي أقاويل أوادعاء كاذب وليس بمقدور أحد تحكيم العقل حتى. ولم يكترث مدبرو المؤامرة كذلك للتواجد الإعلامي الثقيل وتغطيته الإعلامية للحدث الكروي يوم 18 نوفمبر وبعده، هذا الإعلام الذي نقل بالصوت والصورة الحقيقة وكشف بتلقائية وعفوية ما تنقله الفضائيات المصرية التي لا تعدو كونها قنوات تلفزيونية متخصصة في الرياضة والغناء والتمثيل، من أكاذيب منسوجة ومفضوحة التقطها المشاهد من على لسان صفوة ومفخرة المصريين من ممثلين ومغنين وإعلاميين بارزين في مصر ولاعبين قدامى في الفرق المصرية لكرة القدم هم الآن أعضاء في مجلس الشعب، وبعض الألوية والعمداء في النظام المصري، الذين يتفننون على المباشر في إلقاء كلام الشتم والسب ضد الشعب الجزائري المترفع عن هذه الأساليب والمعتز بانتمائه الحضاري والمفتخر بتاريخه المشرف والمحترم لذاكرة وتاريخ شعوب العالم. وتبحث هذه الفضائيات في الوقت الراهن عن مخرج للفخ الذي وضعت نفسها فيه حتى لا تفقد مصداقيتها داخل موطنها وهي الآن تحاول تطويق الأزمة الإعلامية التي وضعت نفسها فيها، والتي قد تتحول إلى أزمة ثقة في المجتمع المصري، حتى لا نقول أزمة سياسية يتحمل مسؤوليتها الإعلاميون، ويتجه الترويج الإعلامي الذي فشل في تأكيد الأكذوبة محل الحديث، بعد الانهزام والهزيمة التي مني بها، إلى تصدر حملة أخرى تخص جمع الصور التي من شأنها تأكيد الإدعاءات المزعومة وهي حملة "وطنية" على ما يبدو وتعد الأولى من نوعها في تاريخ هذا البلد، وانطلقت بالفعل حملة العروض الجديدة لكنها هذه المرة تبحث عن ما يعوض خبرة التمثيل الصوتي الذي أحسن الممثلون أداءه فهي صور مفبركة أخذت من أبعاد وزوايا محددة لا توحي أبدا بان ملتقطها يسترق الصورة مثل ما يجب أن يكون عليه الحال في مثل المواقف التي تحدثوا عنها. وما يمكن الإقرار به هو أن الإعلام المصري ابتدع أسلوبا جديدا ونهجا إعلاميا جديدا تغيب فيه أخلاقيات مهنة المتاعب وكانت البداية يوم اتخاذهم المواقع الالكترونية المجهولة أصحابها مصدرا للخبر وكان علينا يومها تصور ما يمكن أن يصدر عنهم إن حدث ولم يفز منتخبنا الوطني لا قدر الله.