انتقدت اليومية التونسية "تونس سكوب" الحملة الإعلامية التي تشنها الصحافة المصرية ضد الجزائر على خلفية إقصاء الفراعنة من تصفيات كأس العالم أمام الخضر في المباراة الفاصلة التي جمعت منتخبي البلدين في أم درمان بالسودان ونعتت موقفها بالهستريا التي لم يسبق لها مثيل وذهبت إلى حد تشبيه رد فعل المصريين بالمسرحية الكوميدية. وكتبت صاحبة المقال قائلة: "ما فبركته الصحافة المصرية يشبه "الدراما" التي لم تفاجئ أحدا، لكن الذي يتحول إلى شيء غير مقبول هو قيام سياسيين وشخصيات من الوسط الفني باتهام الجزائريين ونعتهم بالبربريين والإرهابيين وتناسوا أن المرحلة السوداء الجزائرية كانت من فعل الإخوان المسلمين المصريين الذين دخلوا الجزائر في سنوات السبعينات من أجل المساهمة في سياسة التعريب التي كانت تنتهجها الحكومة الجزائرية في تلك الفترة، والجميع يعرف الوضع الحزين الذي آلت إليه تلك السياسة، في حين أن المصريين لا زالو يفتخرون بكونهم علموا العربية للجزائريين ." وتعجبت صاحبة المقال من هجوم المصريين على الثقافة الفرنكوفونية للجزائريين بالارتكاز دائما على "العروبة" التي يتغنون بقيادتها، وهم يجهلون أن التحدث باللغة الأجنبية يعد ثروة وغنيمة حرب مثلما كان يؤكده دائما كاتب ياسين، لأن موقفهم من هذا العامل هو بمثابة عقدة ثقافية، ترجموه عبر هستيريا جماعية اعتبروا أنفسهم من خلالها أصحاب اللغة العربية في حين أنهم يخلطون بين لغة الشارع واللغة العربية، ويضاف إلى ذلك تجاهلهم لثروة الثقافة المغاربية حيث يعتقدون أنهم سيوقعون خسارة كبيرة عندما هددوا بعدم بيع ثقافتهم (المبنية في الحقيقة على المسلسلات) للجزائريين. وجاء أيضا في يومية "تونس سكوب" أن المهرجان الإعلامي المصري الذي يصنعه هذه الأيام السياسيون ونجوم التلفزة والصحافيون لا يهدف سوى إلى تحويل اهتمامات الشعب المصري عن الوعود التي فشلت الحكومة في تجسيدها على أرض الواقع .. مواقف وتصرفات ترمي إلى إخفاء عن المصريين وضعيتهم المزرية كبقائهم في الأكواخ والسكن في المقابر. وتعجبت اليومية التونسية من خرجات الابن الصغير للرئيس جمال مبارك الذي تهجم على الجزائر ونعت جمهورها بالمرتزقة والإرهابيين حيث انه من الصعب القبول بهذه التهمة لما نعرف أن مثل هذه الأقوال لم تستعمل للتنديد بالهجومات الإسرائيلية على الفلسطينيين في وقت يتحدث المصريون عن العروبة. وواصلت الصحيفة التونسية تقول: "من العيب والعار أن نجعل من مباراة قضية سياسية ونجعل من الجزائر عدو مصر تبحث عن المجد من خلال مباراة في كرة القدم لأن ذلك يخفي كثير من الأشياء... وتطلب الأمر تنظيم حصص متتالية لتبيان الحقد تجاه الجزائريين وكشف ما تعرض له "الشهداء المصريين" في السودان. ولحسن الحظ أن السلطات السودانية كذبت كل الخرجات الكاذبة للإعلام المصري. لكن الحملة ضد الجزائر لم تتوقف من خلال استعمال كل أنواع السب والشتم. وتعجبت الصحيفة التونسية من موقف المغنية اللبنانية هيفاء وهبي من هذه القضية عندما قالت انها تساند الشعب المصري في هذه النكبة التي لحقت به وأنها لن تغني في المستقبل بالجزائر خوفا من أن تعود منها "بدون ذراع أورأس". وتمنت "تونس سكوب" لو أدرجت هيفاء وهبي تونس في هذا المقام حتى يتم تفادي زيارتها لهذا البلد.