هل فعلا نعيش لحظات فناء العالم؟ سؤال يطرح نفسه بالنظر إلى التهويل الذي يصاحب اجتماع زعماء العالم حول المناخ وتبادل التهم حول من يلوث الجو أكثر ومن يتحمل المسؤولية أكثر من غيره فيما يحدث للعالم وبالتحديد في ارتفاع حرارته مع مر الزمن. قبل الخوض في هذا السؤال أود أن أثير قضية تم تناسيها ألا وهي »طبقة الأوزون« التي كثر فيها الحديث في سنوات مضت والهلع الذي أصاب سكان كوكب الأرض من أخطار مختلف الأشعة الشمسية التي تحجبها هذه الطبقة، وعلى رأسها السرطانات الجلدية، فهل هانت أخطار طبقة الأوزون أمام أخطار الاحتباس الحراري أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ لا أحد ينكر الضرر الذي يلحقه الإنسان بالبيئة منذ وجوده على ظهرها كما لا يمكن تجاهل آثار هذا التخريب الذي لازم عصر الصناعة والتكنولوجيا، ولكن أن تصبح هذه الظاهرة »الطبيعية« ورقة سياسية في يد الدول الاستعمارية السابقة تساوم بها الدول السائرة في طريق النمو لتحول دونها ودون ولوج العالم الصناعي فهو ما يجب التوقف عنده. إن الدول الصناعية التي لم تتفق حتى الآن على استراتيجية موحدة تجاه المناخ تعرف كلها أنها تتهددها بنفس الدرجة تدفعنا إلى الاعتقاد بأن الأمر ليس بالخطورة التي يصورونها لنا وأنه مجرد ذريعة للابقاء على العالم المتقدم متقدما والعالم المتخلف متخلفا، وإلا ما معنى أن تخصص بعض الملايين من الدولارات من بعض الدول وليس من كلها للبلدان الأكثر تخلفا والأكثر ضررا من ارتفاع درجة حرارة الأرض؟ إن الأطروحة تحيلنا إلى إمام نهضتنا عبد الحميد بن باديس، الذي قال "لو طلبت مني فرنسا أن أقول لا إله إلا اللّه لما قلتها"، ونحن اليوم نقول لو أقنعتنا الدول الاستعمارية بقرب الساعة لما صدقناها، وعلى العالم الثالث أن يفتك حقه في التقدم الصناعي والتكنولوجي، فللأرض ربّ يحميها.