قال الأستاذ في قسم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، السيد بوجمعة حكيم، أن الإعلام الرياضي في عصر القنوات الفضائية وتكنولوجيا المعلومات، أصبح يمرر عن قصد أو عن غير ذلك، رسائل عديدة في مختلف المجالات خارج مهامه التقليدية المعروفة، وهي نقل المعلومة الرياضية والمساهمة في نشر الثقافة الرياضية بمفهومها الواسع. وأوضح محدثنا أن أغلب المباريات في كرة القدم من أعلى مستوى في المونديال أو في كأس القارات، مثلا، أصبحت تحمل مظاهر سياسية، اقتصادية وإيديولوجية يلمسها الجميع ولا يمكن إخفاؤها، وهذا من دون شك سيدفع الإعلامي من باب إتقان عمله، إلى أن يتطرق إليها بالصورة التي يراها مناسبة أو أن يكتفي بمجرد الإشارة إليها، ولكن في حدود أخلاقيات المهنة والحرص على أن لا يتسبب ذلك في إحداث أضرار مادية أو معنوية لغيره، وهذا يستدعي أيضا أن يكتسب الإعلامي الرياضي اليوم ثقافة عامة في مختلف المناحي السياسية، الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. أما الحديث عن الموضوعية في التغطية الإعلامية للأحداث الرياضية، فهو نسبي، لأنه من الصعب على الإعلامي التخلي عن ذاتيته مهما بلغت درجة احترافيته، فهو أولا وقبل كل شيء ابن بيئته ويتأثر بها كما يتأثر غيره، لكنه مطالب ببذل جهد ليكون أقرب إلى الموضوعية، حيث أكد ذلك بقوله: " العمل الإعلامي بصفة عامة لا يخلو من الذاتية، لأنه من الصعب جدا على الإعلامي التخلي عن ذاتيته، خاصة في المواضيع الحساسة القريبة من بيئته أو التي تربطه بها علاقات تحرك مشاعره، وهذا جانب حساس جدا". والذاتية في العمل الإعلامي - حسب الأستاذ - ليست نقطة سلبية على طول الخط، بل قد تكون مطلوبة في بعض الحالات، فوقوف الإعلاميين العرب إلى جانب منتخب البحرين في مباراته المصيرية أمام منتخب نيوزيلاندا المؤهلة إلى المونديال، أمر مشروع ومطلوب، حيث أوضح ذلك بقوله: "الذاتية ليست دائما مشكلة فقد تكون حميدة في بعض الأحيان ومفيدة في أحيان أخرى، فوقوف الصحفيين العرب مثلا مع منتخب البحرين ضد منتخب نيوزيلاندا في تصفيات المونديال كان مطلوبا ولا أراه عيبا". وأردف أن طغيان الجانب السياسي على الجوانب الاخرى في مباريات كرة القدم داخل الدول المتخلفة، راجع إلى تخلفها في عالم الكرة من الناحيتين الفنية والتنظيمية، فالكرة في الدول المتقدمة يطغى عليها الجانب الاقتصادي والتجاري أكثر من أي شيئ آخر، وأصبحت عالما كبيرا للمال والأعمال، فميزانية أندية أوروبية كريال مدريد أو مانشستر يوناتيد تعادل ميزانية بعض الدول الإفريقية الضعيفة.