ترى الأستاذة في معهد علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، السيدة نصيرة صبيات، أن الإعلام الرياضي العربي بات اليوم أكثر اهتماما بالرياضة مقارنة بالسنوات الفارطة، التي كان فيها اهتمام الصحافة منصبا على الجانبين السياسي والثقافي، لكن هذا المشهد الإعلامي سرعان ما تغير مع ظهور القنوات الفضائية التي كانت تولي في البدء اهتماما للسياسة والفن بالتحديد، قبل أن تتوجه إلى الجانب الرياضي وكرة القدم بصفة خاصة، من خلال إنشاء قنوات رياضية وأخرى كروية تم تأسيس أغلبها على قواعد تجارية وربحية بحتة. وقالت الصحفية السابقة في يومية "الخبر"، أن التفاف الشعوب العربية حول الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، يعود بالدرجة الأولى إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها في ظل الاخفاقات المتتالية في باقي المجالات الأخرى، وهو ما حول اهتمام الإعلام إلى هذا الجانب. أما العلاقة بين السياسة والرياضة، فهي نسبية بالنسبة لمحدثتنا، وتكاد تكون منعدمة إلا في بعض اللقاءات الكروية الكبيرة التي تستقطب جماهير كبيرة، حيث أكدت بقولها: "في اعتقادي ليست هناك علاقة بين السياسة والرياضة، لكن هذه الأخيرة قد تدفع السياسي في بعض التظاهرات إلى إقحام نفسه والتعامل معها كظاهرة شعبية ". وأوضحت محدثتنا أنه من المفترض أن تقوم الرياضة بإصلاح ما تفسده السياسة وأن الإعلامي الرياضي ليس مجبرا على الربط بين المجالين إلا في حالات نادرة، تتعلق بإعطاء نبذة تاريخية عن بلد ما يجهله الجمهور العريض. أما عن الدور الذي أصبح يؤديه الإعلام الرياضي اليوم، فقالت محدثتنا أنه عرف انزلاقات خطيرة تسببت في حدوث أضرار معنوية جسيمة في جسم المجتمع، فهو المتهم الأول في نشر ثقافة العنف داخل الملاعب، فضلا عن رسائل السب والشتم التي أصبح يمررها بدون استحياء: " الإعلام الرياضي العربي والمحلي عرف انزلاقات خطيرة، من خلال الترويج لثقافة العنف وعدم السامح مع الآخرين، وعلى المشرفين عليه أن يتخذوا إجراءات صارمة لتأديبه وتهذيبه بما يعود بالمنفعة على شبابنا".