جدد رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري أمس من مخيم العيون الصحراوي وقوف الجزائر شعباً وحكومة مع الشعب الصحراوي، مشيراً إلى أن بناء المغرب العربي لن يكون على حساب القضية الصحراوية، بل إن احترام حق الشعب في تقرير مصيره يسهم دون شك في إرساء بناء مغرب عربي حر وقوي وآمن، يعبّر فعلا على تطلعات شعوب المنطقة إلى الوحدة والاستقرار والتقدم، مؤكدا على دعم هيئته لنظيرتها الصحراوية. وقال السيد زياري الذي حظي أمس باستقبال حار من طرف سكان مخيم العيون أن القضية الصحراوية مقدسة لدى الجزائريين وهم معها في كل مكان وزمان، مشيراً إلى أن الطرق التي تنتهجها سلطات الاحتلال المغربي هي نفسها التي انتهجها الاستعمار الفرنسي في الجزائر ومنها القمع والمساومة بمشاريع التنمية والحكم الذاتي، مؤكداً أن إرادة الشعوب أقوى من إرادة الاستعمار. أما مسؤول أمانة الفروع السياسية لجبهة البوليساريو السيد "البشير مصطفى السيد" فقد عدّد الاستنتاجات التي تم استخلاصها أن كل الأقنعة والمساحيق التي وضعها نظام المخزن سقطت وزالت كأوراق الخريف، وأن واجهة مشروع "الحكم الذاتي" تكسرت وانتهى أمرها وأن ما حققته المرأة الفولاذية يعادل ما تحقق في ثماني عشرة سنة من التضحية، وأن ما عمله اللوبي الإسباني خلال عقود من الزمن اختصرته حيدر في ثلاث وثلاثين يوماً واصفا معركتها مع المغرب ب"الأسطورية" ومؤكداً أنها امرأة فذة من أقوى النساء إيمانا بخالقها وعدالة قضية بلادها وأن نظام المخزن فشل في تحقيق أي وعد من خطاباته الموجهة للأمة، مضيفاً أنها أيقظته من غفلته، لأنها قضية هزت العالم وزلزلت فرائس النظام الملكي الجديد وأجبرته على التراجع صاغراً بقبول إملاءات اميناتو حيدر. وأكد رئيس البرلمان الوطني السيد زياري بأن زيارته كأول رئيس برلمان لمخيمات الصحراويين يترجم إصرار الجزائر المستمر ودعمها المتواصل للقضية الصحراوية في تبليغ صوتها إلى جميع أرجاء العالم، وأن القضية التي مرت بعدة محطات هامة للتسوية تقع على عاتق الأمم المتحد والمجتمع الدولي مسؤولية إنهاء هذه المأساة، مذكراً الحضور من مستقبليه بولاية العيون أن الجزائر التي ذاقت مرارة الاحتلال لم تتوان منذ استعادة سيادتها الوطنية عن مساندة كل حركات التحرر لشعوب العام، وهو ما قامت به تجاه جبهة البوليساريو متمسكة بمبدأ تقرير المصير دون أن تكون طرفاً في النزاع، وأن السلطات الرسمية والطبقة السياسية من أحزاب وهيئات منتخبة ومنها البرلمان ثابتة على مبدأ الالتزام بتطبيق القرارات الأممية. كما حيا السيد زياري الدبلوماسية الصحراوية التي حققت انتصارات معتبرة، ومنها تجديد مجلس الأمن في اللائحة 1871 لسنة 2009 مطالبة بمواصلة المفاوضات بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو لإيجاد حل سياسي دائم على أساس تنظيم استفتاء للشعب الصحراوي قصد تقرير مصيره، ومذكراً بتوصيات الدورة الخاصة للاتحاد الإفريقي المنعقدة مؤخراً بطرابلس التي دعت إلى مضاعفة الجهود لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره عبر الاستفتاء، وكذا تأكيد اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المختصة في القضايا السياسية المنعقدة في أكتوبر 2009 على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار. ووعد زياري بنقل الخبرات والتجارب وذلك بإرساء قنوات اتصال بين البرلمانين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية الكبرى التي تخص المنطقة المغاربية والعالم العربي والإفريقي الذي تواجهه تحديات كبرى. وجاءت زيارة السيد عبد العزيز زياري تلبية لدعوة رئيس المجلس الوطني الصحراوي السيد المحفوظ علي بايبا حيث تم خلال هذه الزيارة تجديد بروتوكول التعاون البرلماني بين مجموعة الأخوة والصداقة الصحراوية الجزائرية. وحيت المجموعة البرلمانية للأخوة والصداقة الصحراوية الجزائرية التضامن الشعبي العالمي وتآزر المنظمات والهيئات لاتخاذ الموقف الملائم والعادل تجاه الناشطة الحقوقية اميناتو حيدر في وقفتها الشجاعة ضد التآمر ورجوعها إلى أرضها منتصرة بدون قيد أو شرط، كما أدانت المجموعة البرلمانية انتهاكات حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة وجنوب المغرب وتطالب بإطلاق سراح الحقوقيين السبعة بسجن سلا المغربية والتنديد بالقفز على الشرعية الدولية المتتالية والبحث عن حقوق تناقض تماماً مقتضيات الشرعية. للتذكير فإن رئيس البرلمان الوطني استقبل أمس من طرف الرئيس الصحراوي السيد محمد عبد العزيز. مبعوث "المساء" إلى المخيمات الصحراوية: رشيد كعبوب