يعكس دعم البرلمان الجزائري لنظيره الصحراوي التقاليد السياسية الجزائرية الراسخة في مساندتها لقضايا التحرر في العالم، وما تعهّد به رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري أول أمس بمخيّمات اللاجئين بتفعيل عملية التحسيس بالقضية الصحراوية والدفاع عنها في المحافل الدولية، يعدّ جزءاً من الدعم اللامشروط لشعب الصحراء الغربية التي تعدّ آخر المستعمرات في القارة السمراء، وباتت من بين أسباب التأخّر في بناء مغرب عربي قوي وآمن. ووصف الصحراويون شعباً وحكومة اهتمام الهيئة التشريعية الجزائرية بمثيلتها الصحرواية، بالدعم الهادف الذي يكرس أواصر الأخوة والتعاون بين البلدين، فقد اعتبره الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز محل فخر واعتزاز، وإحدى أروع صور التضامن المؤازرة قائلا: "كم نحن فخورون ومعتزون بهذا الحضور الذي يجسد واحدة من أروع صور التضامن والمؤازرة، وواحداً من أنبل المواقف المبدئية إلى جانب الحق والعدالة والقانون.. كيف لا، وهو موقف الجزائر الشقيقة، موقف جزائر العزة والكرامة والشهامة التي ظلت وعلى مر العصور متشبثة بالدفاع المستميت عن مقتضيات الشرعية الدولية، لا تحيد قيد أنملةٍ عن مبادىء تصفية الاستعمار وحق الشعوب في تقرير المصير واحترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، خدمة للأمن والسلام الحقيقي العادل والدائم". وتعد زيارة زياري اعترافاً بما تحققه الهيئة التشريعية والدبلوماسية من نتائج باهرة في مسيرة التحرر، فقد جاء ذلك بعد أحداث تضامنية هامة أعادت القضية الصحراوية إلى المحافل الدولية ومنها إضراب المناضلة والناشطة الحقوقية، أمينتو حيدار التي ركّعت المحتل وفضحت التواطؤ الاسباني المغربي، وتزامنت مع خطاب الملك محمد السادس الذي كشف من خلاله أنه لا ينوي احترام الشرعية الدولية بل يواصل مناوراته من أجل تمييع القضية واحتواء شعب يتوق إلى العيش في حرية وسيادة كاملة. ويعتبر الصحراويون الذين حاورناهم بالمخيّمات زيارة وكلمة السيد زياري من تقاليد التضامن الجزائري والسند المعنوي الذي يعينهم في مسيرتهم النضالية. خاصة وأن رئيس المجلس الشعبي الوطني طمأنهم بأن النصر آت لا محالة قائلاً: "نحن متأكدون من الوصول إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي وتكريس سيادته الوطنية". وتأتي هذه الطمأنة في وقت يحاول فيه المغرب الخروج من عنق الزجاجة التي وضعه فيها الصحراويون بفضل تحركاتهم الدبلوماسية وقوة إقناعهم للعالم شعوباً وهيئات وحكومات، كما جدد زياري دعم ومساندة البرلمانيين الجزائريين لزملائهم الصحراويين وذلك "بوضع إمكانيات المجلس الشعبي الوطني تحت تصرف المجلس الوطني الصحراوي"، مضيفاً أن البرلمانيين الجزائريين ومن خلالهم الشعب الجزائري يؤيدون اختيار الشعب الصحراوي الذي سيسفر عنه الاستفتاء الحر والنزيه". وأكد زياري مواصلة التعاون بين المجلسين "على أساس التشاور لنقل الخبرات والاستفادة من التجارب بإرساء قنوات للاتصال بين أعضاء البرلمانين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية الكبرى التي تخص المنطقة المغاربية والعالم العربي والإفريقي الذي يواجه تحديات كبرى. وبالمناسبة حيت المجموعة البرلمانية للأخوة والصداقة الصحراوية-الجزائرية الإرادة الدولية والتضامن الشعبي العالمي وتآزر المؤسسات والمنظمات والهيئات لاتخاذها الموقف الملائم والعادل تجاه الناشطة الحقوقية أمنياتو حيدار وفى وقفتها الشجاعة ضد التآمر والهيمنة ورجوعها إلى أرضها منتصرة بدون قيد ولا شرط". كما تدين انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وتطالب بإطلاق سراح كافة السجناء وفى مقدمتهم الأبطال السبعة في سجن تالا المغربية والكشف عن مصير المفقودين الصحراويين وإيجاد آلية تكفل حقوق الإنسان في المدن المحتلة من الطرف المغربي، وتندد أيضاً بمحاولات المغرب المتتالية "للقفز على الشرعية الدولية والبحث عن حلول تتناقض تماما ومقتضيات هذه الشرعية". وتوجه المجموعة نداء إلى المجتمع الدولي وهيئاته الشرعية والحقوقية للوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي وكفاحه العادل.