تنطلق اليوم بأنغولا الدورة 27 من منافسة كأس أمم إفريقيا، بحفل مميز وأول مباراة بين منتخب البلد المنظم أنغولا والمنتخب المالي، اللقاء الذي سيكون واعدا وكبيرا، كون أن كل فريق سيحاول دخول هذه المنافسة بقوة، فكل الأنغوليين يحلمون بفوز يمهد لهم الطريق لتحقيق مشوار إيجابي في هذه المنافسة، والماليون من جهتهم وبقوتهم سيسعون أيضا إلى تسجيل انطلاقة قوية في كأس إفريقيا، فهذا اللقاء الأول من شأنه أن يعطي فكرة عما ستكون عليه هذه المنافسة القارية. انطلاق العرس الإفريقي ال27 اليوم في أنغولا، ليس كبقية الدورات الأخرى التي لعبت لحد الآن، وهذا بعد الاعتداء بالرصاص على المنتخب الطوغولي، مما جعل كل المنتخبات تلعب المنافسة بقلوب خائفة رغم تأكيدات السلطات الأنغولية بضمان الأمن وان سيناريو أمس لن يتكرر. وما سيحدث فوق الميدان اليوم بعيدا عن كل هذه المخاوف سيجعل أنظار كل المتتبعين مشدودة صوب المقابلة الافتتاحية، فالفريق الأنغولي الغائب عن المنافسة الرسمية منذ 10 أكتوبر 2008 اكتفى بلعب بعض اللقاءات الودية فقط والتي لم تعط نتائج كبيرة، ليقوم الإتحاد الأنغولي باستدعاء المدرب البرتغالي، امانويل خوزي، الذي حقق نتائج جيدة مع الأهلي المصري، لقيادة الفريق حيث استطاع الفوز بمبارتين وديتين من أصل تسعة لعبها هذا المنتخب لحد الآن، ضد الطوغو ومنتخب مالطا، كما سجل ستة تعادلات أيضا وانهزام واحد خلال التربص الذي أجراه الفريق جنوب البرتغال، غير أن هذا المنتخب أظهر بعض الضعف في الهجوم حيث لم يسجل سوى سبعة أهداف، في حين كان دفاعه أحسن كونه تلقي 5 أهداف. وينتظر الجمهور الأنغولي من فريقه الذي شارك في كأس العالم 2006 الكثير وهذا ما يجعله في ضغط كبير، فهل سيكون هذا المنتخب في مستوى تطلعات جمهوره والمسؤولية الكبيرة الموجودة على عاتقه ؟ الفريق المالي المعروف بنجومه، لن يلعب مباراة اليوم من أجل اللعب فقط، كون أن الفوز بهذا اللقاء الأول وعلى فريق البلد المنظم سيعطي ثقة كبيرة بالنسبة لرفقاء مامادو ديارا في بقية لقاءات المنافسة القارية، فنسور مالي لم يكونوا منذ عشرية كاملة في مستوى تطلعات جمهورهم الذين يطالبونهم دائما بالكثير، غير أن هذه المرة وحتى وإن كان الفريق وأنصاره يدخلون هذه المنافسة بحذر شديد، يبقى الأمل كبيرا بالنسبة للماليين ليقدموا مستوى إفريقيا في المستوى عكس ما عرفته سنة 2008، عندما أقصي الفريق في الدور الأول في مجموعة ضمت كلا من كوت ديفوار، نيجيريا والبنين. المقابلات الافتتاحية ليست جديدة على المنتخب المالي ففي 1994 استطاع هذا الفريق الفوز على البلد المنظم تونس بهدفين مقابل صفر، وفي 2002 أمام أنصارهم تقاسموا نقاط المباراة مع المنتخب الليبيري. فقبل صفارة الانطلاق لهذا اللقاء الافتتاحي، يبقى المتتبعون ينتظرون الكثير مما ستسفر عنه نتيجة اللقاء من جهة وعن اكتشاف هذه الدورة وكيف ستكون خلال اللقاءات الأخرى، سواء من الجانب التنظيمي أومن ناحية المستوى العام لهذه الدورة الجديدة.