كشف مصدر مسؤول بمديرية النقل لولاية تيزي وزو أن هذه الأخيرة خصصت مبلغا ماليا بقيمة تقدر بحوالي ملياري دينار، موجهة لتعويض أصحاب الأراضي التي يقطعها خط السكة الحديدة الرابط ثنية واد التابعة لبومرداس بولاية تيزي وزو. وحسب ما أكده السيد كمال رزيق مدير النقل للولاية، فإن مشروع عصرنة خط السكة الحديدية يسير في الطريق الصحيح، حيث تم تسجيل تقدم ملحوظ في وتيرة الاشغال خاصة بعدما تم العمل على تجنب كل العقبات وحلها، من خلال رصد ميزانية تم استغلالها لتعويض ملاك الاراضي يمر عبرها خط السكة، وهذا تفاديا لتسجيل أي مشاكل قد تؤخر عملية استلام المشروع الذي طال انتظاره من طرف السكان، موضحا في سياق متصل أن عملية التعويض تسير بطريقة جيدة وتم التفاهم مع السكان، حيث لم تسجل أي معارضة طالما أن الأمر يتعلق بتطوير وسائل النقل ومنحهم حرة الاختيار للوسيلة الأريح بالنسبة لهم، والتي تقلل من معاناتهم في قطع مسافات طويلة للتنقل بين ولاية وأخرى خاصة أمام حالة الازدحام التي تعرفها شبكة الطرق لاسيما الوطنية، بسبب عدد السيارات التي تجوبها بصفة يومية من جهة، إضافة إلى ضيق الطرق التي أصبحت غير قادرة على استيعاب العدد الهائل من المركبات التي تلتقي بهذه الطرق، كما أضاف المتحدث أن هذا الغلاف المالي سيستغل لتعويض أصحاب الأراضي الواقعة في ولاية تيزي وزو فقط. وأضاف السيد رزيق أنه وسعيا إلى إنهاء المشروع في أقرب الآجال، خاصة وأنه سجل نوعا من التأخر لحدثت عديد المشاكل، منها مشكلة انزلاق التربة والأحوال الجوية التي حولت أرضية خط السكة إلى برك مائية تطلبت عملية إزالتها وقتا طويلة ولاستدراك هذا الوقت تمت الاستعانة بمجمع من المؤسسات الأجنبية الذي أسندت له اشغال عصرنة خط السكة المزدوج على مسافة تقدر بحوالي 50 كلم، والتي باشرت الأشغال خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث تعمل على قدم وساق لإنهاء الاشغال، مشيرا في سياق متصل إلى أن القطار يضمن راحة المسافرين خاصة في اقتصاده للوقت على اعتبار أن سرعته حددت ب160 كلم في الساعة، وذلك ما يمكّن المسافرين من الوصول إلى العاصمة في مدة لا تتجاوز ساعة وربع الساعة من الزمن، على عكس التنقل باستعمال وسائل أخرى التي يقضي فيها المسافر ساعات من الزمن ليصل بعدما نال منه التعب والإرهاق. واغتنم المتحدث الفرصة ليشير إلى مختلف المشاريع التنموية التي حظي بها قطاع النقل بالولاية، مؤكدا أنه يجب على سكان تيزي وزو تجنب النظر إلى الجانب السلبي والتأخر المسجل في عملية استلام المشاريع، والتي تعود لأسباب مختلفة، بقدر ماهو مهم أن ينظر إلى القفزة النوعية المحققة في القطاع، حيث وبعد مرور مايزيد عن 13 سنة من اقتراح مشروع إنجاز محطة برية جديدة بمواصفات تستجيب للعدد الهائل من المسافرين والحافلات التي تدخل وتخرج منها، والذي كان مجرد فكرة، ها هو أخيرا يتحقق، حيث ينتظر استلامها قريبا، إضافة إلى مشروع تدعيم الولاية بالنقل بالتليفيريك الذي تجري الدراسات من طرف مؤسسات معروفة بمثل هذه المشاريع، دون نسيان مشروع إنجاز محطات جوارية من شأنها أن تقلل الفوضى عن مدينة تيزي وزو، وتقضي على الازدحام الذي تعانيه منذ مدة، ليختم حديثه بدعوة السكان إلى الاطمئنان وأنه لا داعي للقلق، حيث قال إن الولاية حاليا هي ورشة مفتوحة على التنمية، والتي أخذت تبرز وتظهر التغيرات التي طرأت عليها، وخير دليل على ذلك إجراء مقارنة بسيطة بين ما كانت عليه من قبل وما آلت إليه حاليا.