يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم ظهر اليوم، أولى مبارياته في إطار التصفيات النهائية لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي انطلقت أمس بإجراء المباراة الافتتاحية بين منتخبي البلد المنظم ونظيره المالي، حيث سيواجه نظيره الملاوي الذي يبقى مجهولا وبدون تاريخ أو سجل. المباراة ولئن تبدو للنقاد سهلة بالنسبة ل"محاربي الصحراء" لعدة اعتبارات يراها البعض موضوعية في كثير من الحالات، إلا أن هناك من يعتبرها واحدة من أكبر العقبات التي قد تواجه تشكيلة المدرب رابح سعدان، الذي لا يبدي أية مخاوف من هذه المباراة بقدر تخوفه من عاملي الرطوبة والحرارة، كما أكد ذلك في ندوته الصحفية. أهمية المباراة جعلت المدرب الوطني يرفض الخوض في تفاصيلها ولا حتى الكشف عن ملامح التشكيلة التي سيلعب بها، إلى درجة أنه قدم أثناء الحصة التدريبية الأخيرة التي خاضها تعداده، مزيجا من الخطط على أن يختار أنسبها بعد التقييم الذي يجريه مع مقربيه في الطاقم الفني داخل غرفة العمليات. الذين تتبعوا آخر حصة للمنتخب اجتهدوا في فك لغز الخطة، فتحدثوا عن 3-5-2، وقالوا أن سعدان سيراهن على خط الوسط الذي يشكل أهم نقاط القوة في تعداد الفريق، مع اللعب بمهاجمين حقيقيين سيكون أحدها بلاشك الوافد الجديد زياية الذي كان محط اهتمام وتوجيهات سعدان. كما ركز سعدان على ورقة شاوشي الذي عوض قاواوي الغائب، كما أشرنا في أعداد سابقة، لأسباب صحية استدعت نقله الى باريس لإجراء عملية جراحية، ويحتمل أن يكون المدافع الفذ رحو من بين العناصر التي ربما سيستعين بها سعدان لتدعيم الدفاع، وذلك انطلاقا من خبرته وتعوده على اللعب بإفريقيا في مثل هذه الظروف، حيث كان حاضرا دوما مع وفاق سطيف في كل المغامرات الإفريقية، وربما سيعتمد على مطمور كمدافع حر يجيد التموقع في كل جهات الملعب ويتحول عند الحاجة إلى مهاجم صريح. أما في الوسط، فإن الاختيارات كثيرة أمام المدرب رابح سعدان الذي سيراهن بالدرجة الأولى على كريم زياني الذي أظهر حتى الآن استعدادا كبيرا أثناء التدريبات، والذي يقول عنه سعدان أنه رجل كل المناسبات، بحكم تجربته وقدرته على التكيف مع كل الخطط وفي كل الظروف... في حين تبدو مشاركة لموشية في هذه المباراة غير واردة بالنظر إلى المستوى المتواضع نوعاما في آخر تربص بكاستيلي - جنوبفرنسا - لكن هذا لا يعني أن المدرب الوطني يستبعد ورقة لاعب خط وسط وفاق سطيف السريع الاسترجاع والذي يشبه البعض بحامل الدلو أو رجل الإطفاء. كما يشكل رفيق صايفي الورقة الرابحة، خاصة وأن سعدان وكما عودنا كثيرا ما يوظفه ك"جوكير" في أية أوقات صعبة تستدعي وجوده فوق الميدان، خاصة وأن ورقة صايفي قد أثبتت نجاعتها في التصفيات التأهيلية وفي كل اللقاءات التي لعبها، خاصة أمام زامبيا وفي لقاء رواندا وفي أم درمان أمام مصر. والملفت أن الحصة التدريبية التي خاضها المنتخب الوطني صباح أمس والتي تمت في غياب الجمهور والصحافة، خصصها سعدان لأخذ فكرة عن الاستعداد الحقيقي لكل لاعب، وحسب ما تسرب فإن لاعب لازيو روما مغني، قد لا يشارك، لأنه لم يتعاف كليا من الأصابة الخفيفة التي كان يشكو منها وربما سيحتفظ به لمباراة المالي، كما أن المدافع عنتر يحيى لن يكون في موعد اليوم والأسباب لها علاقة بإصابته التي عانى منها منذ لقاء مصر بأم درمان. ويبدو من خلال ما تحدث لنا به بعض المقربين من سعدان ممن سمح لهم بحضور مران صباح أمس، فإن كل عناصر الفريق الوطني اجتهدوا كثيرا في تدريبهم وأظهروا استعدادا كبيرا على غرار بوقرة وزاوي وبلحاج الذين عادة ما يشكلون إسمنت الدفاع الجزائري، بل وحصنه المنيع، كما هو الشأن بالنسبة لغزال لاعب سيينا الإيطالي الذي تأثر أول أمس لهزيمة فريقه أمام أنتير ميلانو في الدقائق الأخيرة من مباراة قوية 4 مقابل 3. وتبقى مخاوف عناصر المنتخب الوطني تغذيها الرطوبة والحرارة، وربما أيضا الجهل بمستوى الخصم لكنهم لا يقللون من شأنه، وهو ما حدثنا به اللاعب كريم زياني، الذي قال "يجب علينا احترام كل من وصل الى هذه المرحلة والملاوي واحد منها، وعليه يجب التعامل معه بنفس القيمة التي نتعامل بها مع غيره من المنتخبات". ذات الانطباع وجدناه لدى صايفي الذي قال "في هذه المرحلة من المنافسة كل المنتخبات يجب أن يحسب لها ألف حساب، بل والاستعداد لها جيدا، ومنتخب مالاوي الذي لا نعرف عنه الشيء الكثير يجب أن يكون محل احترام". أما الحارس شاوشي الذي كسب هو الآخر تجربة لا يستهان بها مع شبيبة القبائل ثم وفاق سطيف في المنافسات القارية للأندية، فقد أبدى استعداده الكامل للعب مباراة قوية على غرار تلك التي لعبها أمام مصر في أم درمان، حيث كان من بين مفاتيح النجاح الذي حققه المنتخب الوطني في تلك المباراة. شاوشي قال أن غياب قاواوي حفزني كثيرا على أن أكون أحسن خليفة له وأنا واثق من أن الجو السائد داخل المنتخب الوطني وتشجيعات رفاقي لي يحفزاني أكثر فأكثر للعب دور مهم في مباراة اليوم امام مالاوي. تلك هي أصداء ما قبل المباراة، وتلك هي أحاسيس وانطباعت بعض اللاعبين الذين توخوا الحذر في الحديث عن رهان هذا المساء، لكنهم لم يختلفوا في القول بأن فرصة اليوم يجب أن تستغل أحسن استغلال لضمان انطلاقة قوية في هذه النهائيات، خاصة وأن الدور الثاني من المنافسة قد يهيأ له انطلاقا من المباراة الأولى، كما قال المدرب رابح سعدان.