تشهد عاصمة هايتي المنكوبة "بورت أو برانس" مأساة حقيقية مع بدء تحلل جثث قتلى الزلزال الذي ضرب البلاد الثلاثاء المنصرم، والذي قدرتها منظمة الصليب الأحمر في هايتي ما بين 45 ألفا إلى 50 ألف شخص، بينما توقعت السلطات أن تتجاوز الحصيلة 100 ألف قتيل وتحدثت الأممالمتحدة عن وجود أكثر من 300 ألف مشرد. وهذا في ظل تواصل تدفق فرق الإغاثة والمساعدات الدولية إلى هذا العاصمة المنكوبة. وأشار الرئيس الهايتي رينيه ريفال أول امس أن 7000 من قتلى الزلزال الذي بلغت قوته 7,3 درجات على سلم ريشتر تم دفنهم في مقبرة جماعية، وفيما أكد الصليب الأحمر أن أرقاما حكومية تظهر أن بين 40 و50 ألفا قتلوا في الزلزال توقعت السلطات أن يتجاوز العدد 100 ألف قتيل، وأوضحت الأممالمتحدة أن الكارثة أثرت على نحو 3,5 مليون شخص من ضمن ال9 ملايين الذين يشكلون إجمالي سكان هايتي. وفي نفس الإطار ذكرت المتحدثة باسم مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة في تقديرات أولية أن الزلزال تسبب في تشريد 300 ألف شخص في بورت أو برانس، وأظهر مسح جوي للمنطقة المنكوبة أن 10 بالمائة من المنازل دمرت، وأن 50 بالمائة أخرى مهددة بالانهيار. وحذر موظفو الإغاثة من ارتفاع عدد الضحايا إذا لم يتلق عشرات آلاف الجرحى العلاج الضروري بشكل سريع. وفي إطار الجهود الدولية لمساعدة الدولة المنكوبة، أعلنت الأممالمتحدة أن التعهدات الدولية بتقديم المساعدات لهايتي بلغت 268,5 مليون دولار تم تجميعها لدى 20 دولة، ووصف بان كي مون تدفق المساعدات الدولية على هايتي بالمشجع. في حين أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما حكومته بإعطاء جهود الإنقاذ أولوية قصوى، مشيرا إلى أن بلاده التي قررت إرسال قوة من 3500 جندي إلى هايتي ستنسق مساعدتها مع الأممالمتحدة ودول أخرى، وتزامن ذلك مع إعلان كوبا أمس سماحها للولايات المتحدة باستخدام مجالها الجوي بغية تسريع عمليات نقل المساعدات. غير أن تأخّر وصول المساعدات أثار غضبا واسعا في أوساط سكان الجزيرة الذين أقاموا حواجز من الجثث والحجارة في الشوارع للمطالبة بتسريع وصول الإغاثة، وجددت سلطات هايتي دعوتها للمجتمع الدولي إلى توفير كميات كبيرة من مواد الإغاثة وتكثيف المساعدات ولا سيما من حيث توفير المياه والمواد الغذائية والأدوية. وفي سياق متصل أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أمس أن 100 فرد من طاقم البعثة الأممية في هايتي لقوا مصرعهم في الزلزال متوقعا أن يرتفع عدد الضحايا، معلنا أن نحو 150 من موظفيها الذين يعملون هناك ما زالوا محاصرين فى المبانى المنهارة وضمن عداد المفقودين.