تطرق رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري مع نائب الوزير الأول الدائم الفيتنامي السيد سينه هونغ أمس بهانوي عاصمة جمهورية الفيتنام الاشتراكية إلى علاقات التعاون بين البلدين وآفاق تطويرها. وأوضح بيان للمجلس أن السيد زياري تطرق مع السيد سينه هونغ إلى "علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين لا سيما آفاق تطويرها في ضوء اللقاءات الثنائية التى ستجمع مستقبلا مسؤولي البلدين على مستوى اللجنة المختلطة المزمع عقد دورتها المقبلة بالجزائر". و كان رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري قد أجرى أمس بهانوي محادثات مع رئيس المجلس الوطني الفيتنامي السيد نغويان فو ترونغ أكد فيها عن استعداد الجزائر للعمل على ترقية تعاون طموح مع الفيتنام يترجم الإرادة السياسية المتوفرة على أرض الواقع. كما دعا السيد زياري إلى "رفع مستوى التبادلات التجارية مع الفيتنام إلى نفس مستوى التبادلات مع الدول الآسيوية الأخرى"، مشيرا إلى أن الاقتصاد الفيتنامي يعتبر اليوم من بين الاقتصاديات "الأكثر ديناميكية في القارة الآسيوية". وأضاف رئيس المجلس الشعبي الوطني قائلا: "يتعين علينا كهيئات برلمانية أن نسهم ضمن صلاحياتنا الدستورية في تعزيز وتعميق هذه العلاقة الثمينة" مشيرا إلى أنه بالنظر إلى "بعض العوائق وبعد المسافة بين البلدين فإن حصيلة التعاون الاقتصادي لم تصل إلى المستوى المطلوب رغم القدرات والإمكانيات المتوفرة لدى البلدين". كما تطرق السيد زياري إلى الجهد التنموي في الجزائر التي - كما قال - "تعيش مرحلة انتقالية بين اقتصاد سوق تنافسي وفعال ومتطلبات العدالة الاجتماعية " مبرزا أهمية التجربة الفيتنامية بالنسبة إلى الجزائر في هذا المجال. وبعد أن ذكر بأن الجزائر بصدد التفاوض للانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة أشار السيد زياري إلى أنه من منطلق أن الفيتنام عضو في المنظمة إثر مفاوضات طويلة دامت أكثر من 10 سنوات فإن "تقييم مسار هذا الانضمام بجوانبه الإيجابية والسلبية (...) يمكنه أن يفيد الجزائر في التفكير في كيفية التحكم بنجاعة في هذه المفاوضات". واقترح رئيس المجلس الشعبي الوطني في هذا الشأن "التفكير سويا في إنشاء مجموعة دراسات على مستوى المجلس الشعبي الوطني والمجلس الوطني الفيتنامي تتولى هذه الجوانب". كما ذكر السيد زياري بالتاريخ النضالي للبلدين ضد الاستعمار، مبرزا أنه "ليس من الصدفة أن تندلع الثورة الجزائرية أشهرا بعد معركة ديان بيان فو" مما يبرهن - كما أضاف - أن الشعبين الجزائري والفيتنامي "كانا في طليعة حركة تصفية الاستعمار التي ميزت القرن العشرين". "ورغم كل هذا - يضيف رئيس المجلس الشعبي الوطني - نواجه اليوم نوعا جديدا من الإهانة يتمثل في بروز تيار فكري وسياسي يسعى إلى تمجيد الاستعمار وتبرير جرائمه البشعة ضد الإنسانية". وأكد في هذا الشأن بأنه يتوجب على البلدين "التفكير معا في الأسلوب الذي يصدان به هذه المحاولات التي تعد إهانة لكل الشعوب التي عانت من الاستعمار". من جهة أخرى اعتبر السيد زياري بأن زيارته للفيتنام التي بدأت أول أمس وتدوم إلى غاية 22 جانفي تعد "امتدادا للزيارات الرسمية التي قام بها كل من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الفيتنام سنة 2000 وزيارة الرئيس الفيتنامي السيد تران دوك لينغ للجزائر سنة 1999" مضيفا بأن تلك الزيارات "فتحت آفاقا واسعة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين".