احتضنت قاعة الموقار أول أمس، العرض الأول لفيلم "اللعبة " للمخرج ياسين بوجملين، بمشاركة كلّ من الممثلين عزيز دقة، يوسف مزياني وليندة ياسمين···العمل أوّل تجربة إخراجية يخوضها ياسين بوجملين الذي عرف كممثل شارك في الكثير من المسلسلات التلفزيونية خاصة، وهو ما عكسه الفيلم بشكل واضح سواء على المستوى التقني أو على مستوى السيناريو، رغم الفكرة المتميّزة والجديدة التي طرحها العمل والأداء الجميل للممثلين· قصة الفيلم تلقي الضوء على ظاهرة اجتماعية، وهي السرقة والتحايل، لكن هذه المرة السرقة لدى الطبقات الراقية من خلال صديقين (ياسين بوجملين ويوسف مزياني)، حرفتهما الوحيدة هي التحايل على رجال الأعمال خاصة الأجانب وسلب أموالهم، باستعمالهما أسماء مستعارة وجوازات سفر مزوّرة، وبذلك يضع المخرج المشاهد أمام عملية نصب بكلّ جزئياتها، حيث تختار العصابة أوّلا المكان وهو أحد الفنادق الفاخرة في مدينة وهران، ثم البحث عن الضحية رجل أعمال إفريقي (عزيز دقة)، ليبدآ نصب شباكهما بالتقرّب من الضحية وكسب صداقته، من خلال دعوته لتناول الغذاء ثم أخذه إلى "الحمّام" ··· والظهور على أنّهما رجلا أعمال يرغبان في مشاركته والقيام بصفقات كبرى، وبعد كسب ثقة الضحية يقوم أحد المحتالين بسرقة مفاتيح غرفته والسطو عل كلّ ممتلكاته في الوقت الذي يشغله الآخر بالحديث· وبعد إتمام الصفقة يفر المحتالان إلى العاصمة ويتوجّهان إلى فندق "الجزائر"، حيث يسعيان للحصول على جوازي سفر مزوّرين لمغادرة الوطن بعد أن يقرّرا أن تكون هذه آخر عملية سطو يقومان بها، وبالمقابل يقوم رجل الأعمال الإفريقي بإبلاغ الشرطة التي تتمكّن من الحصول على صور المحتالين حيث يتعرّف عليهما الضحية· وفي اليوم المقرّر للسفر يتوجّه المحتلان إلى مطار الجزائر الدولي وهناك يلتقيان وجها لوجه مع رجل الأعمال الإفريقي الذي يستعدّ للعودة لوطنه، وهنا وأمام حيرة المشاهد، يتّضح أنّ كلّ ذلك كان لعبة بين ثلاثة أصدقاء ينفجرون ضحكا وهم يقولون في نهاية الفيلم "فقط للتسلية"· وفي حديثه للصحافة عقب العرض، أكّد المخرج المبتدئ أنّ الفكرة في البداية لم تكن لإنجاز فيلم، بل كانت مجرد تصوير تذكاري لمجموعة من الفنانين جمعتهم ظروف عمل بمدينة تيارت، وبعد العودة إلى العاصمة، يقول - ياسين بوجملين - "وجدت أنّ هناك مادة تستحق أن تحوّل إلى فيلم، ليتمّ بعدها طرح الفكرة على الفنانين الذين وافقوا"، يضيف المخرج· أمّا عن ضعف المستوى التقني للفيلم الذي اعتمد على كاميرا واحدة، فقد أكّد المتحدّث أنّ العمل جاء كتجربة أو امتحان يختبر من خلاله إمكاناته الإخراجية فقط قبل أن يخوض في مشاريع كبرى· مشيرا في سياق متصل، إلى أنّ العمل أنجز بإمكانيات بسيطة جدا ولم يسع إلى البحث عن دعم لا من وزارة الثقافة أو غيرها· ومن جهة أخرى، كشف ياسين عن تحضيره لمشروع مسلسل اجتماعي جديد يتناول إشكالية الانحراف لدى الطبقات المتعلّمة أي التي تتمتّع بمستوى معين من المعرفة وذلك بعد أسباب قوية···