جدد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس رفض الجزائر لسياسة "الكيل بمكيالين" بعد أن قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بإدراج الجزائر ضمن قائمة الدول التي يخضع رعاياها الى تفتيش معمق في المطارات الأمريكية. وأكد الوزير مدلسي بعد استقباله أمس للسيدة جانت سوندرسون مساعدة نائب كاتب الدولة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط أن الخطوة الأمريكية المتخذة لدواعي أمنية خاضعة لسياسة "الكيل بمكيالين" . وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت الجزائر قد تلقت ضمانات حول شطبها من القائمة الأمريكية أوضح أن "الضمان الحقيقي يتمثل في نوعية العلاقات القائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدة"، وأضاف في هذا السياق ان "هذا الضمان قائم على الثقة وعلى أساس هذه الثقة أنا متيقن من أننا سنخلص إلى إيجاد حلول أكثر ملائمة ومقبولة على مستوى المجموعة الدولية حتى نكافح معا وبطريقة فعالة ظاهرة الإرهاب الذي يعنينا جميعا". وحول الموضوع قالت السفيرة الأمريكية السابقة في الجزائر أنها "واعية" . بوجهة نظر الحكومة الجزائرية وستبلغ المسؤولين بواشنطن بذلك، وأوضحت أن "هذه الإجراءات الجديدة تندرج في إطار مسار قد يخضع للتغيير" . وكانت السيدة ساندرسون حاولت أول أمس في أول يوم من زيارتها الى الجزائر أن تقدم مبررات اتخاذ تلك الإجراءات، ولمحت الى إمكانية إعادة النظر فيها، وذكرت في ندوة صحفية عقدتها بمقر السفارة الأمريكيةبالجزائر في ردها على سؤال "لماذا تم إدراج الجزائر ضمن قائمة الدول المعنية رعاياها بالتفتيش "أن الإجراء لا يعني الجزائريين وحدهم وان هذه اللائحة لا تخص بلدا بعينه، وأن كل العالم سيتأثربها. واجتهدت خلال تلك الندوة في محاولة تبرير ذلك القرار من خلال تأكيدها بان الجزائريين ليسوا مستهدفين، وأن النظام الأمني المعتمد منذ 4 جانفي الماضي يخضع لتقييم ودراسة وهناك إمكانية لمراجعته مستقبلا. وأضافت "نريد وضع نظام امني يستجيب للتحديات والتهديدات الأمنية التي نواجهها وهذا المسار قابل للتغيير متى تغيرت الظروف التي أدت إلى فرضه فهو ليس نظام جامد. ومن جهة أخرى سمحت محادثات السيد مدلسي مع الدبلوماسية الأمريكية باستعراض مستوى العلاقات الثنائية، ووصفت السيدة ساندرسون لقاءها بالسيد مدلسي ب"المثمر" خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية وكذا المسائل ذات "الاهتمام المشترك" على غرار مكافحة الإرهاب. ومن جهته أكد السيد مدلسي أن تلك المحادثات كانت فرصة لاستعراض وضع التعاون الثنائي وأضاف أن زيارته إلى واشنطن في ديسمبر الماضي كانت "مثمرة". وقال في هذا السياق "لاحظنا بأن التعاون الثنائي يعرف تطورا ايجابيا سواء على الصعيد الاقتصادي أو المسائل ذات الاهتمام المشترك خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب" . وشرعت السيدة ساندرسون في زيارة الى الجزائر منذ أول أمس وكانت لها عدة لقاءات مع مسؤولين جزائريين تطرقت فيها على وجه الخصوص الى القرار الأمريكي الأخيرة الذي وضع الجزائر ضمن قائمة الدول التي يخضع رعاياها الى تفتيش معمق في المطارات الأمريكية، وكذا الى مختلف جوانب التعاون بين البلدين.