لا تزال تداعيات قرار واشنطن المتعلق بتشديد الرقابة على المسافرين الجزائريين تلقي بضلالها على العلاقات الجزائريةالأمريكية، ففي الوقت الذي شددت فيه الجزائر اللهجة وأعلنت رفضها لقرار أمريكا ومطالبتها بإعادة النظر فيه تحاول سلطات العم سام تدارك قرارها ''الصادم'' للجزائر من خلال هروعها إلى تقديم ضمانات للجزائر بشأن إدراجها ضمن قائمة إجراءات السفر المشددة، قد تكون بداية لإعادة الاعتبار لبلد أعطى العالم دروسا هامة في محاربة الإرهاب، بل وساهم في دحره في الكثير من مناطق المعمورة بفضل تجربته الفريدة. وكشف الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، السيد عبد القادر مساهل، أول أمس، عن حصول الجزائر على ضمانات من الولاياتالمتحدة بشأن إدراجها في ''قائمة إجراءات السفر المشددة'' إلى واشنطن. وقال مساهل عقب مباحثات مع مساعدة نائب كاتبة الدولة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، جانت سندرسون، إن الجزائر حصلت على ضمانات بخصوص هذه القائمة، قدمتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لنظيرها الجزائري مراد مدلسي في اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي. ولم يكشف السيد مساهل عن مضمون هذه الضمانات غير أن كل المعطيات تشير إلى إمكانية شطب الجزائر من قائمة البلدان التي يخضع رعاياها إلى تفتيش دقيق بمطارات الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أكدت مساعدة نائب كاتب الدولة الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى السيدة جانيت سندرسون في تصريح إعلامي لها على هامش زيارتها للجزائر، أن القرار الأمريكي الأخير الذي جاء لمواجهة الخطر الأمني العالمي، قد يتضمن تغييرات. وأضافت المسؤولة الأمريكية أنه توجد خلافات في المواقف مع الجزائر حول بعض القضايا، لكنها ''ليست خلافات في العمق، لأننا نتقاسم نفس الهدف وهو حماية بلدينا وشعبينا''، مؤكدة أن البلدين ''تربطهما علاقات جيدة''. وكانت الجزائر، قد عبرت عن رفضها لإجراء الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن بعدها فرنسا التي سارت في فلكها وفي أول رد رسمي لها على لسان وزير خارجيتها مراد مدلسي دعت من خلاله واشنطن إلى تجاوز التناقض الواضح في سياستها إزاء الجزائر عبر الإشادة بدورها في مكافحة الإرهاب، ثم إدراجها ضمن قائمة دول تشدد ضد رعاياها إجراءات الدخول والخروج، أعقبه اتصال مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون واستدعاء الخارجية الجزائرية السفير الأمريكي ديفيد بيرس، لتبلغه استنكار الجزائر لقرار بلاده. وقال مدلسي لدى نزوله ضيفا على الإذاعة الوطنية، إن الدبلوماسية الدولية أثبتت فشلها في عديد القضايا الثقيلة وكذا النقائص الفاضحة في طريقة الأداء المتعثر والذي بين عجز الدبلوماسية الدولية في الدفاع بقوة إلى الأمام لأجل قضايا السلم والتنمية والتوازن ما بين الدول والأشخاص في هذا الكون، مؤكدا بأن القرار الأمريكي القاضي بإدراج الرعايا الجزائريين ضمن قائمة البلدان التي سيتم إخضاع مواطنيها لإجراءات مراقبة خاصة نحو أو من نقاط الدخول الجوية الأمريكية ''منهج غير صحيح'' يعبر عن ''سياسة الكيل بمكيالين''، وتعارضه الجزائر جملة وتفصيلا. وأضاف مدلسي بأن هذا القرار ''حل اصطناعي ليس له آفاق تماما''، مشيرا إلى أنه كان لا بد من توضيح الأمور من طرف الولاياتالمتحدة وحتى من فرنسا التي اتخذت قرارا مماثلا. وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن أعلنت عن تشديد إجراءات المراقبة على المسافرين إلى أراضيها من 14 دولة من بينها الجزائر عقب محاولة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب تفجير طائرة أمريكية كانت متجهة من أمستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد.