تقاطعت ردود الفعل الدولية أمس حول موقف واحد استنكرت من خلاله زحف المتمردين التشاديين على قصر الرئاسة والإطاحة بنظام الرئيس إدريس ديبي بعد سنوات من السجال السياسي حينا والتمرد العسكري في أحيان كثيرة·والمفارقة أن تسارع الأحداث في هذه الدولة الإفريقية الأكثر فقرا في العالم تزامنت مع انعقاد قمة الإتحاد الإفريقي والتي كان الملف التشادي من بين النقاط المدرجة في جدول أعمالها· وكان من الطبيعي أن يكون الإتحاد الإفريقي أول من أصدر بيانا أدان فيه الانقلاب ودعا أطراف الصراع في تشاد الى البدء في حوار بناء لإنهاء الخلافات بينهم·وذكر بيان الإتحاد الافريقي أن رؤساء الدول والحكومات يدينون بشدة هجمات المتمردين ضد الحكومة التشادية ودعوا الى وقف فوري للعمليات العسكرية ولحمام الدم المترتب عليه ووضع السلاح والشروع في حوار بناء بهدف إيجاد حل سلمي للمشاكل التي يواجهها هذا البلد· وفي إجراء عملي لاحتواء الوضع كلف قادة الإتحاد الافريقي الرئسيين الليبي معمر القذافي والكونغولي دونيس ساسو نغيسو من أجل التوصل الى حل متفاوض بشأنه للأزمة المستفحلة في تشاد بالتنسيق مع الرئيس الحالي للإتحاد الإفريقي· يذكر أن الرئيس الجديد للمفوضية الافريقية جون بينغ جدد التأكيد أمس أن الإتحاد الافريقي لن يقبل بأي تغيير للحكومات خارج الأطر الدستورية· كما نددت السلطات الفرنسية بما أسمته " بمحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة" في تشاد من طرف مجموعات مسلحة جاءت من الخارج، ودعت الخارجية الفرنسية أطراف الازمة التشادية الى تهدئة الاوضاع والشروع في مصالحة وطنية مؤكدة في ذات الوقت دعمها لمساعي الإتحاد الافريقي لإنهاء هذه الازمة·ولم تبد هيئة الأممالمتحدة أي موقف من تطورات الوضع ولكنها شرعت في إجلاء موظفيها باتجاه الكاميرون وأكدت المفوضية السامية للاجئين الأممية أن موظفي المنظمة الأممية البالغ عددهم 51 موظفا لا يمكنهم مواصلة مهامهم في الظروف الحالية في تشاد وقررت ترحيلهم·