رئيس الجمهورية يشارك في المؤتمر ال14 لرؤساء الاتحاد الإفريقي يشارك رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في أشغال الدورة العادية ال14 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي التي تنعقد على مدار 4 أيام، ويخصص موضوعها الرئيسي لتحديات وآفاق تكنولوجيات الإعلام والاتصال في إفريقيا. وحسب البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية أول أمس الخميس فإن جدول أعمال هذه الدورة يتضمن كذلك مسائل تخص السلم والأمن في إفريقيا، ولا سيما تقييم الوضع في دارفور (السودان) وفي الصومال والتطورات في غينيا ومدغشقر وكذا القضايا المتعلقة بالاندماج والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة. كما يشارك الرئيس بوتفليقة الذي وصل مساء أمس إلى العاصمة الإثيوبية، في أشغال القمة ال22 للجنة رؤساء الدول والحكومات حول تنفيذ مبادرة الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا "النيباد" والقمة ال12 لمنتدى الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، حسبما أشار إليه المصدر. وخلال توجهه أمس إلى أديس أبابا جدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لنظيره التونسي السيد زين العابدين بن علي ارتياحه لجودة علاقات الأخوة وحسن الجوار والتعاون التي تربط البلدين، مؤكدا في البرقية التي بعث بها للرئيس التونسي أثناء عبوره المجال الجوي التونسي، حرصه الشخصي على المضي على توطيد هذه العلاقات خدمة للمصلحة المتبادلة للشعبين الشقيقين. كما جدد الرئيس بوتفليقة في برقية للعقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية أثناء عبوره المجال الجوي للجماهيرية الليبية عزمه الراسخ على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين الجزائر وليبيا والعمل على تقويتها بما يكفل خدمة المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين. وفي برقية أخرى وجهها للرئيس السوداني السيد عمر حسن أحمد البشير أعرب السيد بوتفليقة عن حرصه على مواصلة العمل من أجل الارتقاء بمستوى التعاون القائم بين الجزائر والسودان. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة "أغتنم هذه الفرصة لأعرب لكم عن حرصي على مواصلة العمل معكم من أجل الارتقاء بمستوى التعاون القائم بين بلدينا". وتوجه رئيس الدولة بالمناسبة بأحر التحيات وأخلص عبارات المودة والتقدير إلى الرئيس السوداني سائلا الله جل وعلا أن يمتعه بموفور الصحة والعافية ويحقق للشعب السوداني الشقيق اطراد التقدم والرخاء تحت قيادته الرشيدة. وفي سياق متصل أوضح الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل أمس أن تكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة، ستشكل الموضوع الرئيسي للدورة ال14 لقمة رؤساء دول الاتحاد الإفريقي، مشيرا في تصريح للصحافة إلى أن الاجتماع الوزاري الذي سبق القمة خصص لإعداد جدول الأعمال الذي سيطرح على ندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، التي ستناقش بالإضافة إلى الموضوع الرئيسي المذكور قضايا أخرى تتعلق بالأزمات والنزاعات في إفريقيا، حيث سيتم حسب المتحدث طرح توصيات حول أزمة دارفور في ظل التقرير الذي عرضه السيد تابو مبيكي في هذا الصدد، إلى جانب دراسة أزمات الصومال وغينيا ومدغشقر والتطورات الايجابية التي تم تسجيلها في تسوية هذه النزاعات، مع توجيه نداء إلى منظمة الأممالمتحدة لمرافقة الاتحاد الإفريقي في تسوية النزاعات في إفريقيا من أجل ضمان الأمن والاستقرار. وأضاف السيد مساهل في السياق أن الاجتماع الوزاري بحث أيضا تقرير رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي حول المسائل المتعلقة بالتنمية والسياسة والنزاعات، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه فيما يتعلق بنزاع الصحراء الغربية وجه هذا التقرير نداء للمغرب وجبهة البوليزاريو لاستئناف المفاوضات، وجدد دعم الاتحاد الإفريقي لجهود الأممالمتحدة من أجل تطبيق لوائح مجلس الأمن الرامية إلى إيجاد حل عادل ودائم لهذا النزاع من خلال استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. وبشأن اجتماع قمة لجنة تنفيذ مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية بإفريقيا (نيباد) أكد السيد مساهل أن الدورة ال22 التي تعد الجزائر طرفا فيها ستخصص أساسا لتكامل هذه الآلية داخل هياكل الاتحاد الإفريقي، مذكرا بأن قمة "النيباد" التي انعقدت بالجزائر طالبت خلالها الدول الأعضاء بتصور أكثر تكاملا وخلق انسجام بين مختلف استراتيجيات التنمية بإفريقيا، مع الدعوة إلى خلق وكالة إفريقية تتكفل بالتنسيق والتنمية وبالجوانب المتعلقة بالمشاريع القارية الكبرى، حيث ينتظر حسب الوزير أن تحسم قمة أديس أبابا في هذه المسألة بالخروج بتوصية إلى ندوة رؤساء الاتحاد الإفريقي واتخاذ قرار بشأن إطلاق الوكالة. وبخصوص منتدى الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء أوضح السيد مساهل أن هذا الأخير سيدرس التقارير التي ستقدمها أربعة بلدان وهي جنوب إفريقيا والبنين وبوركينافاسو وأوغندا حول التوصيات التي خرجت بها البلدان الأعضاء في هذه الآلية. وفيما يتعلق بمجموعة "العشر" حول إصلاح منظمة الأممالمتحدة أكد المتحدث أن موقف افريقيا بشأن هذا الموضوع لم يتغير، وأنه ستستمر عملية ترقية هذا الموقف في إطار المفاوضات مابين الحكومات المفتوحة على مستوى الأممالمتحدة، موضحا بأن إفريقيا تحاول من خلال هذا الطلب الحصول على عدالة من أجل تكفل أحسن بالمصالح وإضفاء ديمقراطية أكثر على منظومة الأممالمتحدة، وأنها ستواصل طلبها بشأن مقعدين دائمين مع حق الفيتو لدى مجلس الأمن. وللإشارة، فقد تم التوصل إلى اتفاق بين الجزائر وديوان الأممالمتحدة لفتح مكتب للدعم الإقليمي خاص بشمال افريقيا والساحل، حسبما أعلنه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أول أمس في تدخله حول تقرير الندوة الوزارية حول تكنولوجيات الإعلام والاتصال التي انعقدت في نوفمبر الفارط بجنوب افريقيا، موضحا بأن هذا الاتفاق المبرم مع مكتب الشؤون الفضائية للديوان سيسهل الاستغلال والاستعمال السريعين لصور فضائية قصد تسيير الكوارث الطبيعية والوقاية منها. كما ذكر السيد مساهل بدعوة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال ندوة الجزائر إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجال العلوم والتكنولوجيات الفضائية لفائدة التنمية المستدامة للقارة، وأبرز في هذا الصدد ضرورة تحقيق تناغم بين العلوم والتكنولوجيات الفضائية وأهداف المعرفة والتسيير العقلاني للموارد الطبيعية وتقريب الدول والشعوب الإفريقية من خلال تعزيز الاتصالات السلكية واللاسلكية عبر الأقمار الصناعية. وأكد السيد مساهل بالمناسبة أمام المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بأن ندوة الجزائر كانت مناسبة للتوقيع على اتفاق لاستحداث مجموعة من الأقمار الصناعية بين الجزائروجنوب إفريقيا ونيجيريا وكينيا قصد تبادل المعطيات التي يتم جمعها عبر الأقمار الصناعية لضمان تسيير أحسن للموارد والبيئة الإفريقية.