يشارك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ابتداء من يوم غد بعاصمة إثيوبيا »أديس أبابا«، في أشغال القمة العادية الرابعة عشرة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، حيث من المنتظر أن تحسم في كثير من الملفات خاصة تلك المتعلقة بحل النزاعات في إفريقيا، ورغم أن الموضوع المركزي لهذه القمة قد اتفق على أن يكون حول »دور تكنولوجيات الإعلام في تنمية إفريقيا«، فإن الملف السوداني وقضية انفصال أقاليم الجنوب سيحظى بحصة الأسد في نقاش القادة الأفارقة على مدار ثلاثة أيام. مبعوثنا إلى أديس أبابا: ع.طاهير وصل رئيس الجمهورية، مساء أمس، إلى العاصمة الإثيوبية »أديس أبابا« للمشاركة في أشغال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، ويأتي حرص بوتفليقة على حضور الدورة الرابعة عشر في إطار المكانة الهامة التي تحتلها الجزائر داخل هياكل الاتحاد، كما يعتبر كذلك بمثابة تأكيد لدور بلادنا الفعّال في حل مختلف المشاكل والنزاعات التي لا تزال تعرفها كثير من المناطق في القارة السمراء، وسيبدأ نشاط الرئيس عمليا اليوم من خلال لقاءات مع عدد من نظرائه الأفارقة تحضيرا لقمة الغد خاصة ما تعلق منها بآلية الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا »نيباد«. وقبل يوم واحد من انعقاد أشغال هذه الدورة فقد عقد عديد من الاجتماعات الوزارية قصد تحضير الورقة النهائية لجدول أعمال القمة، والتي كان آخرها اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي الذي صادق أمس على كافة الملفات المتعلقة باجتماع رؤساء وحكومات الاتحاد، وبناء على ذلك فإنه من المنتظر أن تناقش هذه القمة عديد من القضايا السياسية ومن بينها الأزمة الصومالية والوضع في كل من مدغشقر وغينيا، والوضع في الصومال وكذا قضية دارفور فضلا عن دراسة سبل الرفع من حجم التعاون الاقتصادي بين البلدان الإفريقية. كما أنه من المقرّر أن يشمل جدول أعمال أشغال هذه الدورة، التي تنعقد تحت شعار »تكنولوجيات الإعلام والاتصال بإفريقيا: التحديات والآفاق من أجل التنمية«، تعيين 15 عضوا جديدا في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وبحث تقارير تتعلق بالتغييرات »المخالفة لدساتير الحكومات« وب »سنة إفريقيا للسلم والأمن«، وقد سبقت أشغال قمة الغد باجتماع لجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الذي انعقد ابتداء من أمس، إلى جانب اجتماع المجلس التنفيذي يومي 28 و29 من هذا الشهر. وفي هذا السياق فقد ناقشت الدورة العادية التاسعة عشرة للجنة الممثلين الدائمين ملفات عديدة تتعلق بالمسائل المسائل القانونية والمؤسسية كما هو الحال بالنسبة للوضع القانوني لمعاهدات منظمة الوحدة الإفريقية/الاتحاد الإفريقي والتقرير المرحلي للجنة إساءة استخدام مبدأ الولاية القضائية العالمية، كما نظرت أيضا في مسائل سياسية أخرى مثلما أشار تقريرها الختامي على غرار مسألة اللاجئين والعائدين والمشردين داخليا في إفريقيا، إلى جانب تقرير لجنة إفريقيا والشراكة الإستراتيجية. واستنادا إلى مضمون بيان صادر عن الاتحاد الإفريقي فإن »مراسيم الإطلاق الرسمي للعلم الجديد للاتحاد الإفريقي تمثل واحدة من أبرز فعاليات قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي«، مشيرا إلى أنه سيتم عرض موضوع القمة إلى جانب فيلم وثائقي حول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستثمار في الدول الأعضاء المختارة، كما أفاد أن القمة ستعتمد مشاريع النظامين الأساسي والإداري لأعوان المفوضية، والميزانية المالية 2010، وكذا تعيين الأعضاء الجدد لمجلس السلم والأمن. وبالإضافة إلى كل هذه الملفات ستفصل »قمة أديس أبابا« في عديد من التقارير من بينها تقرير مجلس السلم والأمن عن أنشطته ووضع السلم والأمن في إفريقيا على أساس أنه تم اعتماد العام 2010 سنة السلم والأمن لإفريقيا، وإضافة إلى تقرير لجنة التغييرات غير الدستورية للحكومة، ستبحث ما يسمى ب »تقارير الأقران« ورئيس »النيباد«، فضلا عن تقرير الاجتماع الوزاري بشأن نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وتقرير أعدّته لجنة العشرة حول إصلاح الأممالمتحدة، وآخر للجنة تنفيذ القرارات السابقة للمجلس التنفيذي والجمعية العامة. وموازاة مع كون أزمة إقليم دارفور في مقدمة الانشغالات من منطلق أن القادة الأفارقة يريدون أن يعزّز استفتاء 2011 اللحمة الإقليمية للسودان، فإن قمة الغد ستفتح النقاش مجددا حول ملف الصحراء الغربية من خلال توجيه الدعوة إلى طرفي النزاع المغرب والبوليساريو لاستئناف المفاوضات المباشرة، وفي هذا الموضوع قال عبد القادر مساهل إن الاتحاد الإفريقي سيقف إلى جانب جهود الأممالمتحدة في إيجاد حل عادل يقضي يمنح الشعب الصحراوي الحق في تقرير المصير، زيادة على مناقشة انتهاك حقوق الإنسان في الأقاليم الصحراوية المحتلة.