يتوقّع إنتاج ثمانية أعمال مسرحية جديدة للكبار والأطفال خلال السنة الجارية بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة " لوهران، حسب ما علم لدى مديرية هذه المؤسسة الثقافية، وتندرج برمجة هذه الأعمال المسرحية في إطار دعم وزارة الثقافة لترقية الفن الرابع من خلال اقتباس أعمال لكتاب مسرحيين جزائريين ومن التراث الأدبي العالمي، كما أوضح السيد عزري غوتي مسؤول المسرح الجهوي لوهران. وأشار عزري في حديث ل"و.أ.ج"، إلى الاهتمام الذي توليه الجهة الوصية بالنظر إلى العدد الهام من المشاريع الفنية المبرمجة للموسم الثقافي الجاري وغير المسبوق بالمسرح الجهوي لوهران، الذي استفاد من خمسة إنتاجات في سنة 2009، وستكون المسرحيات الموجّهة للكبار متنوّعة من حيث النوع والأداء، وتأتي في مقدّمتها تلك التي تحمل جرعة كبيرة من السخرية في معالجتها للمواضيع الاجتماعية من خلال خمس مسرحيات اجتماعية وهزلية. ويتوقع في هذا الإطار إنتاج مسرحية بعنوان "لعبة الزواج" من اقتباس مراد سنوسي لأحد أعمال ماريفو (لعبة الحب والصدفة) على أن يخرجها عزري غوتي، الذي يعدّ بجملة من الدسائس واللبس في هذه القصة الخيالية حيث يتّخذ شخصان مقبلان على الزواج هوية مزيّفة من أجل التعارف أحسن قبل الزواج المتّفق عليه من طرف عائلتيهما. أمّا المسرحية الثانية المعنونة ب "عويشة ومبارك " فستعرض تكريما لمؤلفها الراحل جنات بوعلام، الذي كان أيضا ممثلا بالمسرح الجهوي لوهران والمتوفى منذ أشهر قليلة بعدما تمكّن من تجسيد مشروعه الأول كمؤلف، وتتمحور قصة الفنان الراحل حول موضوع الحب أيضا من خلال مشاعر شابة حازت حديثا على شهادتها تجاه ممثل مسرحي شاب، بينما يرغب والداها في تزويجها لأحد أقاربها الثري ولكن ذي أخلاق مريبة. وقد أوكل الإخراج إلى حمودة بشير الذي سيشرع في أول عمل له في مجال الإخراج بالموازاة مع أدائه المتميّز على الركح (الجائزة الخاصة بالأداء لهيئة التحكيم في مهرجان المسرح المحترف في 2006 بالجزائر العاصمة). وفي المجال الهجائي فقد برمجت مسرحية "كرسي الحاكم" للكاتب المصري السعيد شوريبجي، الذي يعالج بطريقته الخاصة الجانب العبثي لنظام يجرؤ على حبس رئيس الحكومة لأنه حاول التكفل باحتياجات حي فقير. وذكر مدير المسرح الجهوي لوهران أنه سيتم عن قريب اختيار المكلفين باقتباس وإخراج هذا العمل المسرحي. وتحمل المسرحية الرابعة الموجّهة للكبار عنوان "الله لا يزيد أكثر"، وهي عمل درامي للكاتب الصحفي والمسرحي بوزيان بن عاشور ومن إخراج عز الدين عبار من المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، ويتضمّن البرنامج مسرحية خامسة من إنتاج مشترك مع التعاونية المسرحية والموسيقية "العثمانية" والمعنونة ب "الحب في خدعة" للمؤلف العربي مفلاح كاتب مسرحية "الطلاق " التي نالت جائزة بالمهرجان المحترف بالعاصمة عام 2006. ومن جهتهم، سيجد الأطفال ضالتهم في عالم العجائب والأحلام بفضل ثلاثة عروض مسرحية يجري التحضير لها وهي "الأسد والحطابة" من تأليف مراد سنوسي، الذي أنجز مؤخرا من هذه الحكاية أول فيلم متوسط للرسوم المتحركة بالجزائر لحساب المؤسسة الوطنية للتلفزيون، وتروي القصة باللهجة العامية كيف خرج أسد مفترس باحثا عن الإنسان ليري لمن يشبه هذا الذي يصفه الحيوانات بأنه أقوى من الأسد، ليلتقي في طريقه بحطابة تلقنه درسا في غاية التواضع. كما سيتابع الجمهور الصغير مسرحية "ما أصغر مني" لصافيا التي تعدّ ممثلة بالمسرح الجهوي لوهران وستقوم بالمناسبة بأول محاولة لها في هذا النوع بعرض على الركح شخصية فتاة لا تعمل بنصائح والديها وتكثر من الغيابات في المدرسة ويشدها ذهول كبير إلى عالم الحشرات التي تظن أنه عالم من السكينة، وتصاب الفتاة بالاضطراب حينما ترى في أحلامها أنها قد تحوّلت إلى شخص صغير جدا في حجم الحشرات لتكتشف أنه لا يوجد شيء سهل كما كانت تظن في السابق. وأخيرا، برمج عرض من المنتظر أن ينال استحسان الصغار يتمثل في استعراض للعرائس حول موضوع البيئة بعنوان "قلعة النور" من تأليف بلقراوي عبد القادر وإخراج ميسوم سعيد.