استفادت ولاية تيزي وزو من ميزانية هامة سيتم استغلالها لفك العزلة عن المناطق النائية، من خلال فتح وتعبيد وإعادة تهيئة شبكة الطرق التي تعد شريان الحياة بالنسبة لقاطني القرى النائية، التي تعاني العزلة بسبب اهتراء وتدهور شبكة الطرق التي تربطها بالمناطق الأخرى والمدن، والتي كانت وراء عزوف الناقلين عن سلكها واستغلالها مما أدخل هذه المناطق في قوقعة من النسيان، حيث قررت مديرية الأشغال العمومية إخراجها من هذه القوقعة ببرمجة مشاريع مختلفة تستجيب لانشغالات المواطنين. وحسب ما أكدته مصادر مسؤولة بقطاع الأشغال العمومية لولاية تيزي وزو، فإن هذه الأخيرة استفادت من برنامج جد هام هذه السنة يهدف إلى تقوية شبكة الطرق البلدية، الولائية والوطنية، ومن بين المشاريع التي حظيت بها المنطقة والمنتظر انطلاق أشغال انجازها، الطريق الذي يربط ولاية تيزي وزو بالطريق السيار شرق - غرب على مسافة 60 كلم انطلاقا من وادي السبت التابع لمدينة ذراع بن خدة مرورا بوادي فالي التابع لمدينة تيزي وزو، والذي يمتد إلى غاية الطريق الوطني رقم 25 بجهة ذراع الميزان وصولا إلى غاية ولاية البويرة، ويدخل هذا المشروع الهام في إطار البرنامج الخماسي 2010 -2014 وسيقطع عدة أراض ملك للخواص. وفي سياق متصل أشار المتحدث إلى أنه تم رصد 50 مليار سنتيم بغية ضمان تعويض أصحاب الأراضي التي يخترقها هذا المشروع الذي باشرت مؤسسة محلية مؤخرا في أشغال إنجاز الدراسات بشأنه. وأكد المصدر أن سنة 2010 حملت معها مشاريع هامة للولاية من شأنها المساهمة في دفع دواليب التنمية، لا سيما فك العزلة عن المناطق التي ستمر بها الطرق، كما أنها ستحدث نوعا من الحركة والانتعاش بها والتي ستعمل على تحسين الإطار المعيشي لقاطني هذه الجهات، حيث برمجت الوزارة الوصية أشغال إنهاء وإتمام مشروع إنجاز الطريق الاجتنابي الشمالي لمدينة تيزي وزو على مسافة 13كلم، انطلاقا من الطريق الولائي رقم 224 ببلدية سيدي نعمان لربطه بالطريق الوطني رقم 72 بناحية منطقة ماكودة، ويسعى المسؤولون بقطاع الأشغال العمومية بفضل هذا المشروع إلى ربط الطريق الاجتنابي الشمالي بالطريق الاجتنابي الجنوبي الواقع بتازمالت الكاف، مما يشكل بذلك حلقة من شأنها أن تخلص مدينة تيزي وزو من الفوضى والاختناق الذي تعيشه بسبب عدد المركبات التي تدخل إليها بصفة يومية، حيث حرص وزير الأشغال العمومية خلال زيارته الأخيرة للولاية، على التأكيد لمسؤولي قطاعه بالولاية على ضرورة احترام مواعيد تسليم المشاريع في وقتها المحدد، كما انه أكد على أن الولاية لن تستفيد من أية مشاريع جديدة ما دامت أشغال المشاريع المبرمجة لم تنته بعد. وسيتم تدعيم هذه المشاريع حسب المتحدث دائما بعدة منشآت فنية لإنهاء عدة أشغال، منها على مستوى الطريق الاجتنابي (الجهة الشمالية للولاية)، انطلاقا من محول مدينة ذراع بن خدة بالمكان المسمى بوعيد على مسافة 4,5 كلم الذي اشرف السيد عمار غول على تدشينه مؤخرا، إضافة إلى برمجة أشغال إنجاز قسم أو جزء من الطريق الجديد انطلاقا من منطقة وادي فالي على مسافة 4,5 كلم بغية السماح بتسهيل عملية ربط الجهة الغربية للولاية بالطريق الاجتنابي الجنوبي والشمالي. وأضاف المتحدث أنه تم تهيئة كل الشروط لتوسيع الطريق الوطني رقم 12 في شطره الرابط مدينة تيزي وزو واعزازقة ليكون بمقدره استيعاب العدد الهائل من المركبات التي تجوبه، والذي سيتم انجازه بمبلغ قدره21 مليار دج، حيث تم تخصيص غلاف مالي بغرض تعويض العائلات التي سيعبر منها الطريق امتدادا من ثازمالت الكاف إلى غاية منطقة ثامدة على مسافة 10 كلم. كما سطرت المديرية عدة برامج طموحة تعيد الحركة والنشاط إلى عدة طرق كانت محل احتجاجات وشكاوى المواطنين، والتي تشمل أشغال إعادة التهيئة، التزفيت وغيرها، منها تدعيم الطريق الوطني رقم 25 الرابط مدينة ذراع الميزان بمنطقة وادي قصاري على مسافة 13 كلم، إضافة إلى تهيئة الطريق الوطني رقم 12 في شطره الرابط مدينة تيزي وزو بالجزائر العاصمة على مسافة 4 كلم، وهي نفس الأشغال التي برمجت بالطريق الرابط منطقتي بوزقان وعين الحمام على مسافة 20 كلم، وكذا بين بوغني وثالة قيلاف على مسافة 7,5 كلم، كما ستشمل أشغال التهيئة والحماية للواجهة البحرية لتيزي وزو، حيث ينتظر هذه السنة تدعيم ميناء أزفون بوضع أحجار كبيرة على مسافة 500 متر من شأنها أن تحمي السكنات القريبة التي ستعمل كذلك على قذف وتوجيه الرمال إلى الشواطئ، فيما ستزود المنطقة الساحلية تيقزيرت بعرناس بين الميناء وشاطئ تاسلاست. وينتظر ألا تكون السنة الجارية سنة إنجاز فحسب، حيث ستعرف كذلك عملية استلام عدة مشاريع تشرف أشغال إنجازها على الانتهاء، منها انحراف الطريق الوطني رقم 12 بمدينة اعزازقة على مسافة 8,5 كلم، محول تادميت، بناء وتقوية جسر سيدي نعمان الذي كان مهددا بالسقوط بسب عملية نهب رمال الوادي الذي يقطعه، وكذا أشغال إعادة تهيئة الطريق الولائي رقم 3 بمنطقة ماكودة، وغيرها من المشاريع الهامة التي سيتم استلامها بصفة تدريجية، في انتظار إنهاء المبرمجة، والتي تهدف كلها إلى فك العزلة عن المناطق النائية من جهة، والسماح لمدن الولاية بالتنفس، خاصة العاصمة التي تعاني الازدحام والفوضى.