أدانت جبهة البوليزاريو موقف المغرب المتعنت والمتمسك بمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع في الصحراء الغربية مما أدى إلى فشل ثاني لقاء من المفاوضات غير الرسمية بين طرفي النزاع المنعقد مؤخرا في نيويوركالأمريكية برعاية أممية.وقال أحمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة أن اقتراح "الحكم الذاتي" المغربي في الصحراء الغربية يشكل محاولة لتغيير الحدود الموروثة عن الاستعمار وتقويض مبدأ تقرير المصير لمسألة تخص تصفية الاستعمار. وجاءت تصريحات المسؤول الصحراوي ردا على مقال كانت قد نشرته صحيفة "البايس" الاسبانية لمسؤول اسباني انساق وراء الطروحات المغربية التي تسعى إلى إيهام العالم بمغربية الصحراء الغربية بعدما اعتبر أن استقلال الصحراء الغربية "يشكل تهديدا يضاف إلى التهديدات الموجودة والتي تحدق بدورها بأمن إسبانيا". وقال بوخاري في نفس الصحيفة إن هذه "التكهنات" إنما تصلح "لتبرير محاولة المغرب لضم الصحراء الغربية". مذكرا في الوقت نفسه أن المغرب "يرفض قبول هذه الحقيقة ويلجأ لخطة تمويهية تتمثل في ذريعة الأمن والتي تقدم كضمان على أمل أن تؤخذ كعامل حصري وحاسم لحل نزاع الصحراء الغربية". كما أشار المسؤول الصحراوي إلى أن "المغرب شأنه شأن أي بلد آخر في وقتنا الحالي يشهد مشاكل أمنية ليست بطبيعة الحال نتاجا لاستقلال الصحراء الغربية التي لا زالت محتلة ولا هي مرتبطة بهذا الاستقلال". في هذا الإطار أشار بوخاري أن جهود المغرب لإقناع بعض العواصم بالعلاقة بين جبهة البوليزاريو وكل مؤشر يخص انعدام الأمن في منطقة الساحل "ليس لها أية ذرة من المصداقية". وقال أن المغرب "يزيد من تفاقم وضع اللاأمن في جواره الجغرافي من خلال استمراره في السعي بالقوة لتغيير الحدود الموروثة عن الاستعمار التي تشكل المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه أمن واستقرار المنطقة". وهو ما اعتبره المسؤول الصحراوي بأنه "ليست الطريقة المثلى لحل النزاع الراهن وتعزيز الأمن سواء في المغرب وفي المنطقة أو في إسبانيا". ودعا بوخاري المغرب إلى احترام التزامه الأول الذي اتخذه أمام مجلس الأمن والمتعلق بالتعاون مع المجتمع الدولي من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير "يكون مفتوحا على خيارات الأممالمتحدة والتي تشمل استقلال الصحراء الغربية والسعي إلى أن تكون العلاقات مع الجمهورية الصحراوية قائمة على الصداقة والتعاون المتميزين لا سيما في مجال الأمن الإقليمي". وتأتي تصريحات المسؤول الصحراوي بعد فشل ثاني لقاء غير رسمي جمع طرفي النزاع الصحراوي قبل ثلاثة أيام بمدينة نيويوركالأمريكية تحت إشراف المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس. هذا الأخير الذي لم ينجح مرة أخرى في تقريب وجهات نظر طرفي النزاع لكنه لم يشأ تحميل أي طرف مسؤولية تعثر لقاء نيويورك واكتفى بالتأكيد على مواصلة جهوده من خلال القيام بزيارة إلى المنطقة في القريب العاجل من اجل التحضير للقاء جديد بين البوليزاريو والمغرب. وحتى وإن تفادى المسؤول الاممي التعليق على هذه الجولة التي وصفها بالحاسمة والجادة فالمؤكد ان رفض المغرب التفاوض حول أي مقترح غير مقترحه للحكم الذاتي كان السبب المباشر في إنهاء هذا اللقاء دون إحراز أي تقدم يذكر على مسار تسوية قضية آخر مسألة تصفية استعمار في القارة الإفريقية. يأتي ذلك في وقت بدأت الأصوات المطالبة بتعليق قمة الاتحاد الأوروبي المغرب المقررة الشهر المقبل بمدينة غرناطة الاسبانية تتصاعد حيث طالبت عدة مجموعات برلمانية إسبانية بتعليق القمة طالما أن المغرب لم يتخل عن "سياسة انتهاك حقوق الإنسان" في الصحراء الغربية. وتم في هذا السياق عرض لائحة على مؤتمر النواب (الغرفة السفلى للبرلمان الإسباني) من قبل المجموعة البرلمانية للحزب الوطني الباسكي الذي شكله اليسار الجمهوري لكتالونيا واليسار الموحد ومبادرة كتالونيا-الخضر التي انضم إليها العديد من النواب. ونددت اللائحة التي ستدرس خلال دورة علنية لمؤتمر النواب "بالمناورات السياسية والدبلوماسية المستمرة للرباط لتقويض حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". وأدان البرلمانيون "جمود" الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي أمام توقيف واعتقال سبعة مدافعين صحراويين عن حقوق الإنسان بتاريخ 8 أكتوبر الماضي و"الطرد غير الشرعي" من قبل المغرب للمناضلة الصحراوية أميناتو حيدر إلى جزر الكناري.