بادرت جريدة "اوريزون" أول أمس، إلى تكريم بعض الفنانات الجزائريات اللواتي أبلين البلاء الحسن في الثورة التحريرية، وجعلن من الفن رسالة لتحرير الجزائر و قد استطعن بجدارة تسجيل أسمائهن بحروف من ذهب في سجل التاريخ الوطني. في كلمتها الافتتاحية أشارت السيدة نعمة عباس مديرة يومية "أوريزون" إلى أن هذا التكريم يدخل في إطار تقليد سنوي لاحياء عيد المرأة و يدخل سنته الرابعة. هذه السنة خصص التكريم لفنانات مجاهدات أعطين للثورة بعدا انسانيا، وجعلن من نضالهن رمزا لعزتنا لذلك فإن هذا التكريم كما قالت يأتي تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية. وقد رفع الستار بعد ذلك للكشف عن هذا التاريخ الخالد من خلال تدخلات بعض المشاركين منهم الباحث عبد القادر بن دعماش الذي قدم مداخلة بعنوان "الفن رسالة الثورة" ربط فيها بين وطنية تلك الفنانات وفنهن فلقد عشن كلهن القهر الاستعماري وتألمن كما تألم شعبهن وبالتالي انعكس ذلك بصدق في أعمالهن وذكر من تلك النساء زهور زراري التي كتبت أشعارها بسجن الحراش، ونادية ندوز بكتابها "الخارجون عن القانون" وغيرهن ممن التزمن بالقضية وزرعن الأمل حتى النهاية بعدها استرسل المتدخل في الحديث عن بعض تلك النجمات ممن عشن أقسى الظروف أثناء الثورة ومنهن فضيلة الدزيرية (سجن بربروس) الوافية، ابراهيمي مليكة، زهرة بن براهيم، راقية دري، بهية فراح (زوجة محمد تمام)، عويشة، عائشة حداد وغيرهن وكان عدد ممن التحقن بالثورة منهن خاصة بعد اضراب 1957 يفوق 30 فنانة. كما قدم الفنان المجاهد مصطفى سحنون أحد أعضاء فرقة جبهة التحرير شهادته عن تلك الفترة وكيف أن فنانات الجزائر لبين النداء من الجزائر وتونس وباريس إلى أن وصل عددهن مع نهاية الثورة إلى 54 فنانة، مشيرا إلى أن تجنيد أغلب الفنانات بدأ بالقصبة مع عبد الحليم رايس والفنانة هندة وكلهم ساندوا الثورة ووقفوا ضد الدعاية الكولونيالية في الداخل والخارج. وتوالت الشهادات منها شهادة أصغر أعضاء فرقة جبهة التحرير الفنان الهادي رجب الذي لم يكف عن تحية "بنات بلاده" اللواتي علّمن البطولة للأجيال وصفعن جنرالات فرنسا عبر كامل التراب الوطني سواء الفنانات منهن أو الإطارات أو الفلاحات... في الأخير انطلقت مراسيم التكريم لعدد من الفنانات وهن شريفة، جميلة، فريدة صابونجي، نورية، فتيحة بربار، واسي صفية، هندة راقية أما اللواتي غيّبهن الموت فتسلم ذويهن الشهادات الشرفية كالراحلة فضيلة الدزيرية (ابنة أخيها تسلمت الوسام) وعائشة حداد (أختها) كما تسلم ابن أخ الفنانة كلثوم الوسام نيابة عن عمته التي لا تقوى على الحضور، كما تم تكريم الهادي رجب، جعفر باك، ومصطفى سحنون. للتذكير فقد حضر مراسيم هذا التكريم مجموعة من الفنانين وإطارات في الدولة وبعض مدراء الصحف الوطنية، إضافة إلى السيد عز الدين ميهوبي وزير الاتصال الذي أشاد بالمبادرة.