"الاتحاد" هو العنوان الذي اختاره اتّحاد الصحفيين والكتّاب الصحراويين لمجلته الفصلية الجديدة التي جاءت لتدعّم قضية كفاح الشعب الصحراوي لتقرير مصيره، وتضاف إلى أسرة الجرائد والمجلات الصحراوية الأخرى، التي تقدّم مادة متنوّعة وغنية تلمس كافة المجالات الثقافية، والتاريخية، والتراثية، والإبداعية والسياسية والاقتصادية الصحراوية. افتتاحية المجلة التي تنزل اليوم إلى الأسواق، حملت عنوان "لماذا الاتحاد؟"، استعرض من خلالها القائمون عليها أسباب اختيار هذا العنوان، مؤكّدين أنّها "تعبير عن قناعتنا بأهمية ومركزية "الوحدة" الوطنية في كفاحنا الوطني"، مؤكّدين أنّهم قرّروا جعلها "مرجعا علميا، وثقافيا موثوقا ومتنوّعا بمادته" إلى جانب نشر ملفات يمكن العودة لها مستقبلا بمقالات ودراسات جديدة، في انتظار إضافة ملفات أخرى في أعداد قادمة لتكون المجلة في النهاية فضاء حرا ومتنوّعا للإبداع، ومصدرا لمادة علمية وثقافية ذات قيمة عالية. "الاتحاد" يريدها اتّحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين "مجلة تليق بالقارئ الصحراوي والأجنبي المهتم، تعكس وجهة نظر المثقّف الصحراوي الوطني المؤمن بعدالة قضيته، والمنخرط في الجهد الوطني من أجل تحرير الوطن وتحرير الإنسان الصحراوي من أغلال الاستعمار، الجهل والتخلّف وكلّ الآفات الأخرى". هذه المجلة الفكرية، الإعلامية الثقافية الشاملة، هي "مجلة كلّ المثقفين الصحراويين المؤمنين برسالة المثقّف المرتبط بمجتمعه، وطنه، المنشغل بهموم هذا الشعب وهذا الوطن، والعازم على الإسهام بالقليل أو الكثير لتأدية جزء من الدين الذي في أعناقنا جميعا لهذا الشعب العظيم الذي قاوم الاحتلال وناهض الاستعمار". اختارت المجلة لعددها الأوّل كملف، ملف الشهيد الولي مصطفى السيد، بحكم القيمة التاريخية، الثقافية والفكرية للشهيد الذي لم يكن قائدا سياسيا وعسكريا فحسب، بل كان كذلك رائدا مفكّرا وكاتبا صحفيا مدركا لأهمية الكلمة في كفاح الشعب الصحراوي من أجل الاستقلال، حمل هذا الملف عنوان "إذا أرادت القدرة الخلود لإنسان، سخّرته لخدمة الجماهير". كما تقدّم المجلة للقراء عدة ملفات حول التراث الشعبي، المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، المثقف والثورة، الثروات الطبيعية، الإرث الأركيولوجي، أطوار الجمعية العامة للإتحاد والتي جرت وقائعها في شهر أبريل 2009، بالإضافة إلى عدد من القصائد والقصص القصيرة. مجلة "الإتحاد"، والتي تم إعدادها منذ أشهر في 104 صفحة، انتظرت طويلا لترى النور بسبب عدد من المشاكل المادية أساسا، وسيتم بيعها للمهتمين والراغبين في الإطلاع على محتوياتها بثمن 400 دينار جزائري، وذلك من أجل تحقيق مدخول مالي ليساهم في الاستمرار في طباعتها، ويحقق لها اكتفاء ذاتيا يسمح بتطويرها وزيادة النسخ المطبوعة حيث أنها لم تطبع في عددها الأول سوى ألف نسخة. وتطمح المجلة إلى أن تقدّم للقرّاء مادة ثقافية وسياسية متنوعة، تلمس مختلف جوانب ثقافة الشعب الصحراوي، وتاريخه وقضاياه السياسية والإبداعية، وتفتح أمام العالم نافذة للتعرف على هذا الشعب الذي يقاوم منذ عقود الاحتلال الإسباني ثم المغربي، ومحاولاتهما طمس هوية هذا الشعب الصحراوي. وتحتوي المجلة على 22 صفحة باللغة الانكليزية عبارة عن دراسات سياسية، قانونية هامة حول طبيعة النزاع في الصحراء الغربية، بالإضافة إلى تقرير دوري للاتحاد، ومن بين الدراسات "خارطة سياسية للنزاع" تضمّ السياق التاريخي، الأطراف: مصالحها وأهدافها ومواقفها، الأسباب والقضايا الجوهرية في الصراع، ديناميكيات الصراع واحتمالات الحل، أمّا الدراسة الثانية فهي "دور الموارد الطبيعية في نزاع الصحراء الغربية وتورط المصالح الأجنبية" وتضمّ الثروات الطبيعية للصحراء الغربية، صناعة الفوسفات، مصائد الأسماك، احتمالات العثور على البترول، وجهة نظر الشركات الأجنبية، حكومات بدأت في اتّخاذ مواقف.