نددت وزيرة الثقافة لجمهورية الصحراء الغربية خديجة حمدي، بالتجاوزات الخطيرة التي يتعرض لها الشعب الصحراوي من قبل المملكة المغربية التي تعمل على انتهاك حقوق الإنسان في المنطقة، إلى جانب نهب الثروات الأثرية والاقتصادية. وصرحت الوزيرة على هامش حفل اختتام الاجتماع الثاني لوزراء الثقافة الأفارقة، أن سلطات الجمهورية الصحراوية تملك دراسات و أدلة مادية تثبت نهب التراث الأثري الصحراوي من قبل السلطات الاستعمارية المغربية، والذي أكدت المتحدثة أن جزءا كبيرا منه يتواجد حاليا على مستوى متاحف بشمال المغرب وباسبانيا و فرنسا وحتى بألمانيا. كما أشارت إلى أن هذه الانتهاكات عرفت تزايدا ملحوظا في السنوات الأخيرة ، في ظل صمت الجهات الوصية، حيث قالت الوزيرة إن القضية الصحراوية بحاجة إلى شجاعة في المبادرة لحل القضية. وذكرت في هذا السياق بالحملة الإعلامية التي بادرت إليها وزارة الثقافة الصحراوية في محاولة منها لتحسيس الرأي العام، سيما المنظمات الدولية التي تنشط في هذا المجال كمنظمة اليونسكو و لجنة الشؤون الاجتماعية و الثقافية للاتحاد الإفريقي، بضرورة العمل على الحفاظ على التراث الإنساني للمنطقة، وهو المشروع نفسه الذي دعت إليه الجمهورية التنزانية، مضيفة أن هذه الحملة تعد بمثابة صرخة لوقف هذه الممارسات الوحشية و والوصول إلى الحفاظ على الذاكرة الأثرية للشعب الصحراوي من النهب الذي يتعرض له منذ سنوات. وفي إجابتها عن سؤال حول القرار الجديد الذي خرجت به منظمة اليونسكو حول تقرير المصير، أكدت المتحدثة أن هذا القرار لم يأت بجديد، فهو نفسه الذي تمت المصادقة عليه منذ الستينات، مشيرة في نفس السياق إلى محاولات الحكومة المغربية في شطب مطلب الجمهورية الصحراوية حول حقها في تقرير المصير من جدول أعمال الأممالمتحدة "وهو الأمر الذي لا يمكن القبول به" تقول الوزيرة، والتي أكدت على مواصلة الكفاح في كل التظاهرات الدولية للتأكيد على الحق في تقرير المصير ورفض مبدأ الحكم الذاتي المقترح من قبل الاحتلال المغربي. وفيما يتعلق باجتماع وزراء الثقافة الأفارقة المقام بالجزائر، نوهت خديجة حمدي إلى أن الجبهة الثقافية تعد جبهة هامة بالنسبة للشعوب التي تناضل من أجل الاستقلال، كما اعتبرت أن مثل هذه المؤتمرات تعد فضاء واسعا لتجاوز كل الحسابات السياسية وفرصة للتعريف بالتاريخ الذي تتمتع به كل منطقة. لتعرب في هذا السياق عن دعمها التام للمشروع الإقليمي لجمهورية تنزانيا الموحدة والمتمثل في إنشاء هيئة تهدف إلى ترقية الذاكرة والتراث التاريخي والثقافي المتعلق بالحركات التحررية الإفريقية، لتدعو الوزيرة إلى إدراج نضال الشعب الصحراوي في هذا المشروع الواعد .