ينزل الأستاذ لمين بشيشي ظهر اليوم بالأوراسي، ضيفا على المجلس الأعلى للغة العربية، ليقرأ بعض ما في سجل ذكرياته ويستعيد مع من عايشهم لحظات من زمن جميل.اللقاء يندرج في المنبر الدوري للمجلس والذي يحمل عنوان »شخصية ومسار«، وستحضره مجموعة من الشخصيات التي رافقت بشيشي في مختلف مراحل حياته (الدراسية، الثقافية، النضالية..) . لقد برز هذا المثقف والفنان من خلال حياته النضالية، إذ كلف في فجر سنة 1955 بالتنظيم السياسي والإداري للثورة في منطقة سدراته حتى أوائل سنة 1956، حيث أصدر في تونس مع ثلة من رفقائه القدامى جريدة »المقاومة الجزائرية«، كما تولى سكرتارية تحرير النسخة العربية من جريدة »المجاهد«. مع ربيع سنة 1957 نشط بشيشي برنامج »صوت الجزائر« على أمواج إذاعة تونس إلى جانب المرحوم عيسى مسعودي، وفي 1960 عين ملحقا إعلاميا في البعثة الجزائرية بالقاهرة، ثم في ماي 1962 عين على رأس مكتب الحكومة المؤقتة ببنغازي بليبيا. لم يتوقف نشاطه بعد الاستقلال، إذ تقلد عدة مناصب في الحزب والإدارة وتولى عدة مسؤوليات تربوية وإعلامية ودبلوماسية. عرف السيد بشيشي بولعه بالثقافة والفن والتعليم، وقد حقق نتيجة هذا الاهتمام إنجازات كثيرة، وأهدى الجزائر مثلا مجموعة هامة من الأناشيد المدرسية، وألف كتابا مرجعيا عن الأناشيد الوطنية، كما صدر له مؤخرا كتاب في جزئين يضم فعاليات المؤتمر السادس للمجمع العربي للموسيقى، والذي يعد بشيشي أحد مؤسسيه سنة 1971، وهو هيئة فنية مختصة تابعة للجامعة العربية، علما أنه يشغل فيه منصب النائب الأول للرئيس منذ سنة 1999. للإشارة، فإن لقاء اليوم سيبرز مدى تعلق هذا المثقف بلغة الضاد، حيث يعد من الذين رفعوا لواء اللغة العربية في الجزائر بالقلم واللسان.