لم يستبعد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي أن يسلط مجلس الأمن للأمم المتحدة العقوبة على فرنسا بسبب دفعها الفدية للإرهابيين مقابل إطلاق سراح الرهينة الفرنسية بيار كامات يوم 23 فيفري الماضي. وقال في رده على سؤال ل"المساء" إن القانون الدولي واضح حول هذه المسألة، من منطلق أن مجلس الأمن للأمم المتحدة قد تبنى مقترح منع دفع الفدية للإرهابيين من خلال اللائحة 04 / 19 الصادرة يوم 17 ديسمبر الماضي. وشدد الوزير على أهمية احترام الدول للقانون الدولي لتفعيل مكافحة ظاهرة الإرهاب وحتى لا تكون دفع الفدية تقليدا تحتذي به بقية الدول، مشيرا إلى أنه لايمكننا لعب دور الشرطي للسهر على مدى تطبيق القوانين الدولية، بل على الجميع أن ينصاع إلى القانون دون حسابات أو مصالح خاصة. وقال السيد مدلسي في تقييمه لوضعية العلاقات الجزائرية المالية بعد استدعاء السفير الجزائري من باماكو قصد التشاور والذي لم يعد بعد إلى منصبه لحد الساعة على خلفية إفراج السلطات المالية عن إرهابيين وفق حجج خادعة، إن الجزائر لا يمكنها التفريط في العلاقات التاريخية مع جيرانها، وإنها ستعمل على تعزيز علاقات التعاون معها، وكشف في هذا السياق عن لقاء مرتقب ستحتضنه الجزائر يوم 16 مارس الجاري يجمع دول الساحل يتناول قضايا السلم والتنمية في المنطقة، مشيرا إلى أن هذه الفرصة ستكون سانحة لمناقشة بعض المسائل المتعلقة بوسائل مكافحة الإرهاب والأطر المحددة لذلك. وجدد وزير الخارجية على هامش الحفل الذي نظمه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بفندق الأوراسي التأكيد على العلاقات الجيدة التي تربط الجزائر بمالي وكذا دولة النيجر التي "حرصت على توضيح بعض الرؤى والتصورات عن أوضاعها الداخلية"، مضيفا أن زيارة المبعوث الخاص لرئيس المجلس الأعلى في النيجر العقيد أحمد محمد أول أمس إلى الجزائر تدخل في هذا السياق. وعن العلاقات الجزائرية- الفرنسية قال السيد مدلسي إن الكرة في مرمى الطرف الفرنسي حيث طلب من الأمين العام للرئاسة الفرنسية خلال زيارته لبلادنا في فيفري الماضي تقديم اشارات عملية وواقعية لحل الملفات العالقة. مضيفا في السياق أن المسألة مرتبطة أساسا بتقديم تصور جدي من قبل الجانب الفرنسي لدفع العلاقات الثنائية خدمة للمصالح المشتركة. كما أكد وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر قد احتجت بشكل "رسمي" لدى الدولة الفرنسية بخصوص الملصق الخاص بحزب زعيم اليمين المتطرف جون ماري لوبان الخاص بالانتخابات الجهوية قائلا: "لقد قدمنا احتجاجا رسميا وأن على الدولة الرسمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لما يتم الإساءة إلى رموز بلد أجنبي". ويظهر الملصق المعني امرأة محجبة بشكل كلي إلى جانب خريطة فرنسا مغطاة بعلم جزائري وتنتصب فوقها منارات على شكل صواريخ وعنوان "لا للإسلاماوية". وبخصوص القمة العربية المزمع عقدها خلال الشهر الجاري بالجماهيرية الليبية قال وزير الخارجية إن الجزائر ستشارك في القمة مثلما دأبت عليه خلال القمم العربية السابقة تعزيزا للعمل العربي المشترك وتوحيدا للصف العربي، وعن مسألة تدوير منصب الأمانة العامة قال إنها مازالت مطروحة، إلا أنه لم يفصل في ما إذا كانت ستطرح خلال القمة المقبلة.