أعلنت إسرائيل عن بناء 1600 وحدة سكنية للمستوطنين اليهود بالقدس الشرقيةالمحتلة التي يقطنها أغلبية الفلسطينيين. ويتزامن ذلك مع قرار الجامعة العربية التي أعطت الضوء الأخضر للسلطة الفلسطينية للانطلاق في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل ! وهنا يطرح السؤال الذي كثيرا ما يتبادر إلى الذهن كلما أطلقت مبادرة "سلام" عربية تجاه تل أبيب، وهو هل المفاوضات التي يتشبث بها العرب وسيلة أم غاية؟ فإن كانت غاية بالنسبة للفلسطينيين والعرب، فتلك الطامة الكبرى، لأن الحلم بمجرد الجلوس مع الإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات لن يغير في الأمر شيئا بقدر ما يزيد الطرف الإسرائيلي إصرارا على استغلال ضعف الموقف العربي وفرض تنازلات تلو الأخرى. أما إذا كانت المفاوضات مجرد وسيلة لتحقيق الأهداف التي تخدم القضية الفلسطينية، فلا بد أن نعترف وبدون خجل أن كل المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية سواء المباشرة أو غير المباشرة لم تقدم جديدا في ما يخص المطالب والحقوق الفلسطينية. ولننظر اليوم إلى الواقع الفلسطيني، شعب مقسم بين الضفة وغزة، إسرائيل تعتقل من تشاء وتجوع وتقتل باسم الدفاع عن النفس لحماية أمنها، وذلك بتواطؤ من بعض الأطراف العربية التي تبارك بمواقفها كل هذه الممارسات الإسرائيلية. فماذا جنى الفلسطينيون من هذه المفاوضات الطويلة سوى المزيد من الانقسامات وضعف الموقف التفاوضي؟ وماذا قدمت الأطراف العربية والغربية التي ترعى المفاوضات وعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط لكبح جماح الممارسات العدوانية الإسرائيلية ووقف عمليات الاستيطان التي تراهن عليها الإدارة الإسرائيلية لتهويد المناطق الفلسطينية وفرض الأمر الواقع في تحد سافر للغرب عموما وللعرب والجامعة العربية خصوصا؟ فهل يجدي الاستمرار في مفاوضات عقيمة أو يجب أخذ الدروس والعبر من التجارب السابقة؟