استئناف مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين الأسبوع المقبل ينتظر أن تستأنف السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع القادم جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة تحت رعاية الوسيط الأمريكي جورج ميتشل الساعي إلى تفعيل عملية السلام المتعثرة منذ سنوات.وتقاطعت تصريحات المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكيين أمس حول قرب موعد انطلاق هذه المفاوضات الأسبوع المقبل على أقصى تقدير. وبينما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي من المقرر أن يلتقي بالرئيس باراك اوباما خلال الشهر الجاري بالعاصمة الامريكية لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وعملية السلام، أن المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة توشك أن تبدأ وستستمر أربعة أشهر، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس عن استعداد حكومته الدخول في مفاوضات فورية، لكن من دون شروط مسبقة، مشيرا إلى أنه في انتظار معرفة الموقف الفلسطيني بخصوص استئنافها. من جانبه؛ أشار داني يعلون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إلى إمكانية الشروع في هذه المفاوضات خلال الأيام القليلة المقبلة وعلى أقصى تقدير الأسبوع القادم. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أكدت هي الأخرى أن المباحثات غير المباشرة ستبدأ خلال هذا الأسبوع بوساطة موفدها إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل. هذا الأخير الذي من المقرر أن يشرع في جولة شرق أوسطية جديدة نهاية الأسبوع الجاري يلتقي خلالها بالرئيس الفلسطيني تحضيرا لتحديد موعد انطلاقها. للإشارة فإن المفاوضات غير المباشرة التي لجأت إليها الإدارة الأمريكية لإنقاذ مساعيها من الفشل بعد اصطدامها بصخرة الرفض الإسرائيلية كانت مقررة شهر مارس الماضي، لكنها تعثرت بسبب القرار الإسرائيلي ببناء 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدسالمحتلة. وهو القرار الذي كان خلق أزمة بين إدارة الاحتلال وواشنطن التي تلقت طعنة من قبل حليفتها إسرائيل لكن سرعان ما عادت الأمور إلى حالها بعدما رضخت الولاياتالمتحدة لواقع الأمر المفروض من قبل إدارة يمينية متطرفة مصرة على مواصلة أنشطتها الاستيطانية في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة. وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعطت لجنة المتابعة العربية او ما يعرف بمبادرة السلام العربية بمقر الجامعة العربية مساء أول أمس الضوء الأخضر لانطلاق المفاوضات لكن مع تأكيدها على تحديد جدول زمني لا يتجاوز أربعة أشهر. وبررت الجامعة العربية موقفها بحصول الطرف الفلسطيني على ضمانات من قبل واشنطن للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة ووقف إسرائيل لمشروعها الاستيطاني الذي أعلنت عنه مؤخرا وضم بناء 1600 وحدة استيطانية بالقدسالشرقية. ولكن لجنة المتابعة العربية أكدت في بيانها الختامي أنه في حال فشل المباحثات غير المباشرة واستمرار عمليات الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية، فإن الدول العربية ستدعو مجلس الأمن الدولي للانعقاد للنظر في الصراع العربي الإسرائيلي بمختلف أبعاده، وتأكيد الطلب من الولاياتالمتحدة بعدم استخدام حق ''الفيتو'' باعتبار أن فشل المباحثات وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة يبرر ذلك. والسؤال المطروح هل يمكن افتكاك مثل هذا الالتزام من الولاياتالمتحدة التي لم تتمكن حتى الآن من فرض منطقها على الجانب الإسرائيلي وعلى نقيض ذلك قبلت حتى بالطعنات التي تلقتها من حكومة الاحتلال الرافضة لتجميد الاستيطان؟. ولأن الجانب الفلسطيني ومعه كل العرب اعتاد على النوايا الإسرائيلية السيئة التي تزعم في كل مرة استعدادها للتفاوض مع الفلسطينيين لكنها سرعان ما تقوم بضرب أي جهد للسلام في بدايته فإنه اعتبر قبوله بمحادثات غير مباشرة بمثابة تجربة يجب خوضها لفضح الموقف الإسرائيلي وكشف حقيقته. وهو ما جاء في تصريح الرئيس عباس الذي قال أنه ''لا يريد أن يفقد الأمل رغم أنه يرى الكثير من المعوقات ويشعر أحيانا أن هناك في إسرائيل من لا يريدون السلام ولكنه يجب إكمال التجربة حتى اللحظة الأخيرة''. والأمر نفسه أكدته عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي التي اعتبرت أن مصادقة الجانب العربي على انطلاق المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل وسيلة للضغط على الجانب الإسرائيلي لتكون اختبارا حقيقيا لنواياه. وقالت عشراوي ''أن الجانب العربي يرى أنه من الأهمية أن يتم تحويل الضغط على الجانب الإسرائيلي وليس الفلسطيني وبالتالي هذه الأمور سترجع إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لمناقشتها''. وأضافت أن الموقف العربي رأى أن معطيات المرحلة تتطلب أن يتم التعامل ب''إيجابية'' مع الجهود الأمريكية لكي تكون هذه وسيلة للضغط على إسرائيل لتنفيذ الوعود الأمريكية ولتكون اختبارا حقيقيا للنوايا.