المصريون تمادوا في شتم الجزائر وكنا الأجدر بالتتويج في القاهرة اعتبر مدرب المنتخب الوطني لكرة اليد صالح بوشكريو، في حوار لموقع "سي أن أن "، أن تشكيلته تستحق التأهل للدور النهائي وحتى التتويج باللقب القاري من خلال الأداء الذي قدمته طيلة كأس إفريقيا للأمم التاسعة عشر التي استضافتها مصر في منتصف الشهر الماضي. - ما هو تقييمك لمردود المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة اليد التي خضتموها في القاهرة؟ * مستوى المنافسة كان جيدا ولم يخرج عن المعهود به على المستوى القاري، حيث قدمنا دورة مشرفة، حققنا فيها ما كنا نأمل فيه وهو التأهل إلى كأس العالم المقرر إجراؤها في السويد السنة القادمة، كما أعتقد أن الدورة شهدت سيطرة نفس المنتخبات التي تسيطر على كرة اليد الإفريقية (الجزائروتونس ومصر) والباقي كان مستواها متوسطا، كما كشفت الدورة أيضا على بروز وتألق كرة اليد الأنغولية التي تملك لاعبين أقوياء خاصة من الناحية البدنية، وهذا ما جعلها تتأهل إلى المربع الذهبي، وعلى كل حال فالمنتخب الجزائري في نظري كمدرب له حقق ما كان مرجوا منه في الدورة. - الجزائر بدأت الدور الأول بقوة وفازت بكل اللقاءات، إلى درجة راح المتتبعون إلى القول إن الجزائر كانت في مجموعة سهلة مقارنة بباقي المجموعات؟ * بالعكس، فأنا لا أرى ذلك، بل نحن أيضا كنا في مجموعة قوية ولا تقل شأنا عن نظيرتها في مجموعتي تونس ومصر، بل في نظري كل المنتخبات المشاركة كانت قوية، ولكن بحكم تجربتنا وقوة لاعبينا وخبرتهم سمح لنا ذلك بالتفوق على منافسينا والتأكيد على أن كرة اليد الجزائرية بخير. أما الدور الثاني فقد كان صعبا حيث واجهنا في المباراة الأولى أنغولا، التي كانت قد خسرت أمام تونس مما جعلها -أنغولا- تلعب ورقتها الأخيرة وكان الضغط كبيرا على لاعبينا على الميدان خاصة على مستوى الهجوم حيث كانوا يسعون للتهديف والفوز بأي ثمن، لكن الخبرة لعبت دورها وتفوقنا في الأخير ولو بنتيجة متوسطة إلى أن الأهم كان التأهل. - كان بإمكان الجزائر تفادي مصر في الدور نصف النهائي لو تغلبتم على تونس، هل من تعليق؟ * بالفعل وأنا لا أنكر ذلك، فقد كان بإمكاننا الفوز لكن تضييع فرص ثمينة حال دون ذلك، أمام براعة حارس تونس الذي تصدى إلى أكثر من 11 كرة خطيرة وأنقذ فريقه من الهزيمة، كما يجب علينا ألا نقلل من قيمة تونس، فهو منتخب كبير وقوي طلبت من اللاعبين قبل اللقاء ضرورة التركيز أمام المرمى حتى لا نضيّع عددا كبيرا من الفرص، ورغم ذلك فإننا لم نعرف كيف نحافظ على تقدمنا إلى آخر دقيقة، وعلى كل حال ما يجب استنتاجه من مباراة تونس، هو أنه مضى علينا مدة طويلة لم نفز عليها، والتعادل أمام تونس بطل الدورة شيء إيجابي سنعمل مستقبلا على قلبه إلى فوز بإذن الله. - وماذا كانت تمثل لك مواجهة، المنتخب المصري؟ * يجدر بنا هنا أن نعود إلى لقاء كرة القدم الذي فصل بين الجزائر ومصر في أم درمان وما خلفه من حساسية بين الجمهور المصري والجزائري، والجانب المصري الذي تمادى في شتم الجزائر والمساس برموزها، ولكن في كرة اليد حاولنا أن نكون رياضيين قدر المستطاع ونوضح للمصريين أننا لم نأت إلى مصر لنحارب، بل لنلعب كرة اليد ونطوي صفحة الماضي، ولو أن اللقاء جرى بشكل جيد بين اللاعبين، إلا أن الضغط كان كبيرا علينا طيلة الدورة، خاصة وأنها جرت في مصر. - وهل في نظرك أن ضغط الجمهور المصري تحكم بشكل جيد في فوز الفراعنة عليكم؟ * بكل تأكيد، أضف إلى ذلك الحكم أيضا الذي بدا عليه نوع من الانحياز، لأنه كان يدير مباراة في القاهرة، ولكن الشيء الذي يجب عليّ ذكره هنا هو أن ردة فعل اللاعبين كانت جيدة، رغم عامل الجمهور والمحيط بصفة عامة وتمكنا من تجاوز ذلك بفضل العمل النفسي الكبير الذي ركزنا عليه قبل اللقاء، فالمنتخب الوطني كان متفوقا في أغلب فترات اللعب، إلا أن تضييعنا للفرص سمح للحكم من تسهيل مهمة المنافس. كذلك، يجب ألا ننسى أن الفريق لعب منقوصا عدديا لأكثر من 20 دقيقة في المرحلة الثانية من اللقاء، مما أثر كثيرا على اللاعبين وحدد النتيجة في النهاية، وبكل صراحة لو أجريت الدورة في أرض غير مصر لكنا أحرزنا الفوز بشكل مستحق، لكن تبقى الظروف والمحيط والأجواء التي لعبنا فيها لم تخدمنا. - تحدثت عن التحكيم، فهل ترى أنه كان منحازا لمصر؟ * في كل دورة نواجه نفس المشكلة، رغم أن دورة مصر شهدت جلب حكام أوروبيين، لكن الواقع كان يوضح أنهم كانوا بعيدين عن الحدث، ولهذا برأيي أنه يتوجب عليّ كمدرب ألا ألصق خسارتنا للقب بالتحكيم، بل يجب تجاوز هذه العقبة ونزعها من رأسنا لنصل إلى تحقيق إنجازات وألقاب كبيرة مستقبلا، لأن ما شاهدناه في دورة مصر من سلوكيات سلبية للحكام موجودة في كل دورة، خاصة إذا كان اللقاء يجري أمام ضغط الجمهور وتواجد كبار مسؤولي البلد المضيف مثلما وجدناه في مصر. - سياسة بوشكريو في انتقاء اللاعبين والتنويع بين عنصري الخبرة والتشبيب، هل تواصل ذلك؟ * هذا يخدم كرة اليد الجزائرية بالتأكيد، خصوصا حينما ننجح في التنسيق وخلق الانسجام اللازم والمزج طبعا بين الشباب والمخضرمين وبإمكان هؤلاء في المستقبل تحقيق انجازات أخرى، فمثلا اللاعب المخضرم عبد الرزاق حماد الذي أعلن في وقت سابق اعتزاله دوليا، أنا شخصيا تكلمت معه وأقنعته بمواصلة اللعب، بل أقول وأؤكد أنه بإمكانه مواصلة اللعب لسنوات أخرى، لأنني أرى وبكل صراحة أن الشباب لا يقاس بالسن بل بالروح والمعنويات والإرادة. - وكيف ترى حظوظ فريقك في المونديال، وهل بإمكاننا أن نرى كرة يد قوية من جانب الجزائر؟ * بفضل التشكيلة التي نملكها والإمكانيات التي تسخّرها الدولة، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، الذي يعكف دائما على دعم الرياضة، يمكننا أن نحقق المزيد من الانتصارات والإنجازات، بشرط أن نحافظ نحن أيضا واللاعبين بشكل خاص على الاجتهاد في العمل، فالمجموعة الحالية جيدة ومسؤولة واللاعبون يمتازون بالأخلاق والإرادة في العمل، وهذا شيء يجعلني سعيد وفخور على قيادة المنتخب الوطني إلى المحافل الدولية وتشريف الكرة العربية، كما يتعين علينا قبل أن ننتقل إلى المونديال بالسويد السنة القادمة، خوض عدد من اللقاءات التحضيرية لنكون في مستوى الحدث.