وصل أمس فان فالسوم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتيندوف قادما من العاصمة المغربية الرباط·ويقوم المبعوث الأممي بجولة إلى المنطقة تدوم عشرة أيام كانت أولى محطاتها الرباط تهدف أساسا إلى إذابة الجليد وجس نبض طرفي النزاع في الصحراء الغربية، المغرب وجبهة البوليزاريو استعدادا لعقد جولة رابعة من المفاوضات المباشرة المقررة يومي 11 إلى 13 مارس القادم بمنهاست· وكانت جبهة البوليزاريو علقت آمالا على جولة فالسوم وطالبته باستغلال الفرص المتاحة أمامه من أجل اقناع الرباط بالتخلي عن موقفها المتعنت والدخول في مفاوضات جدية وذلك بعد فشل ثلاث جولات من المفاوضات المباشرة·وهو الأمر الذي جدده محمد سيداتي عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو نهاية الأسبوع، حيث أعرب عن أمله في أن يتمكن المبعوث الأممي من إقناع الرباط بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية والموافقة على تنظيم استفتاء تقرير المصير في الأراضي المحتلة· وقال سيداتي في تصريحات صحفية أن جبهة البوليزاريو تعلق آمالا كبيرة على زيارة فان فالسوم إلى المنطقة كما تعلق آمالا على المفاوضات· وأضاف أن الجبهة تعتقد أن ساعة الحقيقة قد بدأت تقترب وأنها تأمل في أن يتمكن المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي من إقناع المغرب بالإلتزام بالشرعية الدولية حتى يتم التفاوض على أرضية تفضي إلى ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· كما حمل المسؤول الصحراوي مجددا المغرب المسؤولية في حال فشل مسار المفاوضات بسبب رفض الرباط الانصياع للشرعية الدولية وتمسكها بمخطط الحكم الذاتي كحل وحيد للتفاوض·وهو ما يتنافى مع اللائحة الأممية 1754 التي دعت طرفي النزاع في الصحراء الغربية الى الدخول في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة· وحذر بالمقابل من أن استمرار المغرب فرض رؤيته الأحادية الجانب لتسوية النزاع قد تدفع بالجانب الصحراوي بالعودة إلى الكفاح المسلح وقال "نحن نعتقد أن فرض حل أحادي الجانب يلغي المبدأ الأساسي المتعلق بتقرير المصير وهو ما يعني تقويض المفاوضات وقتلها في المهد·وكانت جبهة البوليزاريو أكدت خلال عقد مؤتمرها الوطني شهر ديسمبر الماضي أن خيار الكفاح المسلح يبقى قائما ويمكن العودة إذا اقتضت الضرورة ذلك·