أعلنت مديرية الأشغال العمومية لولاية المدية أمس عن منح مشروع إنجاز ازدواجية شطر الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين منطقتي سغوان وبوغزول على مسافة تقارب 70 كلم، بصفة مؤقتة للمؤسستين الوطنيتين "كوسيدار" و"أو تي أر أش بي"، وذلك في أعقاب عملية فتح الأظرفة الخاصة بالمناقصة الدولية التي تم إعلانها لإنجاز هذا المشروع الذي تقدر تكلفته الإجمالية بنحو 26 مليار دينار. وقد تقاسمت المؤسستان الوطنيتان مهمة إنجاز هذا الشطر الهام من المشروع العابر لولاية المدية على مسافة 68,5 كلم، حيث حصلت المؤسسة الخاصة حداد لأشغال الطرق والبناء (أو تي أر أش بي) على صفقة إنجاز الجزء الرابط بين سغوان وقصر البخاري على مسافة تقارب 32 كلم، وبغلاف مالي إجمالي مقدر ب15 مليار دينار، فيما تم تحديد آجال تسليم هذا الشطر الشمالي من المشروع ب27 شهرا. أما الجزء الثاني الممتد من قصر البخاري إلى مدينة بوغزول والذي تم منحه للمؤسسة الوطنية العمومية "كوسيدار" المشاركة في إنجازه مع الشريك الإيطالي "سي أم سي ديرافينا"، فيمتد على مسافة تقارب 38 كلم، وتبلغ تكلفته المالية 10 ملايير دينار، وقد تم تحديد آجال تسليمه ب30 شهرا، مع التذكير بأن عملية الإعلان عن تسليم المشروع تبقى مؤقتة إلى حين استنفاذ عملية الدراسة الكاملة للعروض المقدمة والطعون المحتملة من قبل المؤسسات والمجمعات الوطنية والأجنبية المشاركة في المناقصة التي تم الإعلان عنها منتصف العام الماضي. وكانت عملية فتح الأظرفة المتضمنة للعروض المالية والتقنية لإنجاز هذا الشطر من المشروع، قد تمت بمقر مديرية الأشغال العمومية للمدية مطلع العام الجاري، وذلك بمشاركة أكثر من 60 مؤسسة من بينها نحو 50 مؤسسة أجنبية من كوريا والصين وإسبانيا وإيطاليا وغيرها.. وتزامن ذلك مع استكمال الدراسة التقنية الخاصة بإنجاز ازدواجية الشطر الرابط بين منطقة الشفة والمدية على مسافة 35 كلم من قبل مكتب دراسات إسباني، في انتظار الإعلان عن المناقصة الخاصة بإنجاز هذا الشطر قريبا. وحسب مصادر من وزارة الأشغال العمومية فإن هذا الشطر من مشروع تأهيل مختلف أجزاء الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين الجزائر العاصمة وتمنراست على مسافة تقارب 3000 كلم، يندرج ضمن حصة إجمالية مقدرة ب471 كلم وتربط ولايتي البليدة والأغواط مرورا بالمدية والجلفة، يرتقب تسليمها بشكل كامل في سنة 2014. وأشارت مصادرنا إلى أنه تم في إطار هذا المشروع المسجل برسم البرنامج التنموي الخماسي 2010 -2014 استكمال إنجاز 90 كلم موزعة عبر عدة مناطق من المحور المذكور، بينما يجري حاليا إنجاز 111 كلم تدخل في إطارها ال70 كلم التي منحت بصفة مؤقتة لمؤسستي "حداد" و"كوسيدار"، وينتظر أن يتم الانطلاق في إنجاز ال270 كلم المتبقية مع بداية سنة 2011. ويعد مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 1 من المشاريع المهيكلة التي تحتل أولوية مشاريع قطاع الأشغال العمومية، لا سيما مع ارتباطه الوثيق بالمشروع القاري للطريق العابر للصحراء الذي استكملت الجزائر كل الحصص العابرة لترابها، وتعمل حاليا على مساعدة الجارة النيجر لاستكمال شطرها الشمالي الممتد على مسافة 175 كلم، وذلك بالموازاة مع استمرارها في عمليات إعادة تأهيل هذا الطريق من ولاية البليدة إلى الحدود الجنوبية لولاية تمنراست من خلال إنجاز عمليات الازدواجية، التي بلغت في مجملها مرحلة الإنجاز، لا سيما بعد استكمال الدراسات التقنية الخاصة بالشطر الرابط بين البليدة والأغواط عبر المدية والجلفة في الفترة الأخيرة. وكان وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول قد أعلن خلال مداخلته أمام نواب المجلس الشعبي الوطني مؤخرا بأن إتمام إنجاز ازدواجية الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين شمال وجنوب الوطن يبقى ضمن أولويات الدولة، بحكم الآثار الإيجابية التي ستعود بها هذه المنشأة على الولايات التي تمر عبرها، مؤكدا عزم قطاعه على مواصلة الجهد لإتمام أشغال هذا المشروع الاستراتيجي للبلاد، وللقارة الإفريقية عامة، على اعتبار أن هذا الطريق يندرج في إطار مشروع الطريق العابر للصحراء. كما لم يفوت الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل من جهته في أعقاب الندوة التنسيقية لدول الساحل الإفريقي التي احتضنتها الجزائر مؤخرا التأكيد على أهمية تكثيف جهود دول القارة لإنجاز المشاريع التنموية داعيا بالمناسبة إلى ضرورة مواصلة الورشات الكبرى لمنشآت الطرقات على غرار مشروع الطريق العابر للصحراء الذي يربط بين الجزائر ونيجيريا مرورا بالنيجر على مسافة 4600 كلم تم منها إنجاز 4400 كلم، مع تذكيره بأن التزام الجزائر في إطار المبادرة التنموية الإفريقية "نيباد" لا تقتصر فقط على مشاريع الطرق بل تتعدى ذلك إلى مشاريع أخرى مثل التزامها بتمويل حفر آبار المياه وإنشاء مراكز التكوين المهني ومراكز صحية خاصة بشمال مالي والنيجر وتشاد.